الناتو يدرس خيارات بشأن غرينلاند وسط تهديدات ترامب وتصعيد في التوترات الأوروبية

رادار سوريا | كريستيان باها- في تطور يعكس تصاعد التوترات داخل الحلف الأطلسي، أفادت تقارير إعلامية بأن أعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) أجروا محادثات غير رسمية حول إمكانية نشر قوات في غرينلاند، في أعقاب تهديدات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالسيطرة على الإقليم الدنماركي. صحيفة “ذا تلغراف”، نقلاً عن دبلوماسيين مطلعين، كشفت أن هذه المحادثات أثارت انقساماً في الآراء بين الدول الأعضاء.
ألمانيا وحلفاؤها الأوروبيون ناقشوا ردود فعل محتملة، بما في ذلك إمكانية تفعيل المادة الخامسة من ميثاق الناتو، التي تنص على الدفاع المشترك. غير أن هذه الفكرة استُبعدت سريعاً بسبب الحاجة إلى موافقة جميع الأعضاء الـ32، بما في ذلك الولايات المتحدة، وهو أمر يبدو مستحيلاً في ظل هذه الظروف.
التوترات لم تقتصر على ملف غرينلاند. الحلفاء الأقرب إلى أوكرانيا انتقدوا برلين بسبب رفض المستشار أولاف شولتز إرسال قوات ألمانية إلى أوكرانيا، واعتبروها سياسة مزدوجة. دبلوماسي في الناتو وصف هذا التناقض قائلاً إن ألمانيا ترفض التدخل في أوكرانيا بدعوى أن الوضع “غامض للغاية”، بينما تبحث علناً إمكانية نشر قوات في غرينلاند.
ترامب، الذي وصف رفض الدنمارك بيع غرينلاند بأنه “عمل غير ودي”، أضاف عنصراً جديداً من التوتر إلى علاقات الحلف الأطلسي، ما يثير أسئلة حول طبيعة العلاقة بين الولايات المتحدة وحلفائها التقليديين في أوروبا.
ملف غرينلاند يعكس بشكل مباشر التحديات الجيوسياسية التي تواجه الناتو في مواجهة ضغوط الولايات المتحدة، وتوتر العلاقات عبر الأطلسي، ومطالب الدول الأعضاء بشأن الأولويات الأمنية. في الوقت نفسه، يسلط الضوء على الانقسامات العميقة داخل الحلف بشأن كيفية التعامل مع القضايا الاستراتيجية الكبرى.