الشرع: سوريا تدخل فجرًا جديدًا من الأمن والكرامة بعد رفع العقوبات

رادار سوريا – دمشق
في خطاب تاريخي وجّه الرئيس السوري أحمد الشرع كلمة إلى الشعب السوري من دمشق، عبّر فيها عن بداية مرحلة جديدة من التعافي الوطني بعد سنوات من المعاناة في ظل النظام السابق، مؤكدًا أن قرار رفع العقوبات الأميركية يمثل محطة مفصلية في إعادة بناء سوريا وعودتها إلى محيطها العربي والدولي.
قال الشرع: “لقد مرت سورية بمرحلة مأساوية في تاريخها الحديث تحت حكم النظام الساقط، قُتل فيها الشعب وهُجّر الناس وغُيّبوا في سجون الظلام”، مشددًا على أن مقدرات الدولة نُهبت وسوريا نُبذت من محيطها. لكنه أشار إلى أن سوريا الجديدة كانت تُبنى من إدلب، في ظل الثورة السورية، حيث بدأ مسار التحرير والانتماء.
الرئيس السوري استعرض إنجازات الأشهر الستة الماضية، من الحفاظ على السلم الأهلي، وحصر السلاح، وتشكيل الحكومة، وإلغاء القوانين الجائرة، إلى تحرير السوق والانخراط النشط في المحافل الدولية، ورفع العلم السوري مجددًا في الأمم المتحدة.
كما أشار إلى جولاته الخارجية ولقاءاته مع قادة الدول، من بينهم الأمير محمد بن سلمان، والرئيس أردوغان، والشيخ تميم، والشيخ محمد بن زايد، والملك حمد بن عيسى، والرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس الفرنسي ماكرون، وزعماء من الاتحاد الأوروبي، مؤكدًا أن الجميع أظهر استعدادًا حقيقيًا لمساعدة سوريا.
قال الشرع إن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب برفع العقوبات هو قرار شجاع وتاريخي، يعكس صدق التوجه الدولي لدعم سوريا. وشكر الجاليات السورية في الخارج على دورها المؤثر في هذا التحول العالمي.
وأكد الشرع أن سوريا تلتزم بتعزيز المناخ الاستثماري وتوفير التسهيلات اللازمة لرأس المال الوطني والأجنبي، داعيًا المستثمرين السوريين في الخارج والأشقاء العرب إلى المشاركة في عملية إعادة الإعمار والتنمية.
الرئيس الشرع شدد على أن سوريا لن تكون ساحة لصراع النفوذ، بل أرضًا للسلام والعمل المشترك، ولن تسمح بإحياء سرديات النظام السابق. وأكد أن سوريا هي لكل السوريين بكافة طوائفهم وأعراقهم، وأن قوتها في وحدتها.
وختم الشرع خطابه بالتعهد بعدم نسيان الشهداء والجرحى، قائلاً: “إن طريق النهوض بدأ اليوم، ولن نغفل عن حقوق من فقدوا أحبتهم. عاشت سوريا حرة أبية، وعاش شعبها العظيم”.