هل تعمّد أحد الطيارين إسقاط الطائرة الهندية؟ تقرير أولي يفتح أبواب الشك

رادار سوريا – تقارير
في تطور صادم أثار تساؤلات واسعة حول الأسباب الحقيقية وراء تحطم طائرة الخطوط الجوية الهندية المتجهة إلى لندن، كشف تقرير أولي صادر عن مكتب التحقيقات في الحوادث الجوية الهندي أن انقطاع تزويد الوقود للمحركات كان السبب المباشر لتحطم الطائرة ومصرع 260 شخصاً، في كارثة تُعدّ من الأسوأ في تاريخ الطيران الحديث.
الطائرة من طراز بوينغ 787 دريملاينر، والرحلة التي تحمل الرقم AI171، كانت قد أقلعت من مطار سردار فالابهبهاي باتيل في أحمد أباد يوم 12 يونيو، متجهة نحو مطار لندن غاتويك. غير أنها تحطمت بعد لحظات من الإقلاع، لتقتل جميع من كانوا على متنها باستثناء راكب واحد، إضافة إلى عدد من الضحايا على الأرض، بعد أن اصطدمت بمبنى تابع لكلية الطب بجامعة أحمد أباد.
مفاجأة في قمرة القيادة
بحسب التقرير الذي حصلت عليه شبكة CNN، أظهرت مسجلات الرحلة (الصندوق الأسود) أن مفاتيح التحكم بتدفق الوقود إلى المحركات قد تم قلبها من وضعية التشغيل إلى الإيقاف بشكل متتالٍ وبفارق زمني قدره ثانية واحدة فقط، مما أدى إلى انقطاع الوقود عن كلا المحركين.
وسُمع صوت أحد الطيارين في التسجيل الصوتي يسأل زميله: “لماذا أوقفت الوقود؟”، ليرد الآخر قائلاً: “لم أفعل ذلك”. وعلى الرغم من محاولة إعادة المفاتيح إلى وضعها الطبيعي، ومحاولة النظام الآلي إعادة تشغيل المحركات، كانت الطائرة قد فقدت الارتفاع بسرعة، لتصطدم بالأرض بعد إعلان نداء استغاثة “MAYDAY” من أحد الطيارين.
تصميم لا يُسمح فيه بالخطأ
تحقيقات الخبراء أشارت إلى أن مفاتيح الوقود مصممة بطريقة تمنع تحريكها بطريق الخطأ، إذ توجد خلف ذراع التحكم بين مقعدي الطيارين، وتحيط بها قضبان معدنية وقفل أمان. وصرّح محلل سلامة الطيران لدى CNN، ديفيد سوسي، أن “حالات تحريك جميع مفاتيح الوقود عن طريق الخطأ تُعدّ نادرة للغاية”، مضيفاً أن هذه المفاتيح “لا تتحرك من تلقاء نفسها”.
سجل الطاقم والمعدات
القبطان يبلغ من العمر 56 عامًا ويتمتع بخبرة تفوق 15 ألف ساعة طيران، بينما كان مساعده يبلغ من العمر 32 عامًا مع أكثر من 3400 ساعة. وأشار التقرير إلى أن إعدادات الطائرة والمعدات كانت طبيعية، وتم التأكد من جودة الوقود، ولم يُسجّل أي نشاط كبير للطيور في مسار الرحلة، كما كانت الحمولة والوزن ضمن الحدود المسموحة.
شبح العمل المتعمد
رغم أن التقرير لم يحسم ما إذا كانت مفاتيح الوقود قد حُركت عن عمد أو بسبب خلل تقني نادر، إلا أن توقيتها وطبيعتها المصممة للحماية تفتح الباب أمام فرضية التدخل البشري المتعمد. إذ أن مثل هذا الإجراء لا يحدث عرضياً إلا في ظروف استثنائية.

مطالبات بالعدالة والتحقيق المحايد
بعد نشر التقرير، خرجت أصوات من ذوي الضحايا تطالب بالتحقيق الشفاف ومحاسبة المتسببين، حيث قال ناريش ماهيشواري، والد أحد الضحايا، في تصريح لوكالة ANI: “نريد تحقيقاً حيادياً، ولا نرغب أن يلقى أحد آخر نفس المصير نتيجة الإهمال أو التهاون”.
في حين دعا آخرون الحكومة لاتخاذ إجراءات وقائية صارمة لمنع تكرار المأساة.
أبعاد دولية للحادث
الطائرة كانت تحمل 242 شخصاً، بينهم 169 هندياً، 53 بريطانياً، 7 برتغاليين، وكندي واحد. وتم التأكيد لاحقاً أن بعض الضحايا كانوا ضمن سكن مستشفى اصطدمت به الطائرة، ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات إلى 260.
رغم أن التحقيق لا يزال في مراحله الأولى، إلا أن طبيعة ما كشفه التقرير تثير القلق بشأن سلامة نظم الطيران والإجراءات الداخلية في شركات الطيران، خصوصاً عند وقوع خلل نادر ومعقد كهذا.
منصة رادار سوريا ستواصل متابعة التحقيقات المتقدمة في هذه الكارثة، وتسليط الضوء على الأسئلة العالقة، وعلى رأسها: هل أُسقطت الطائرة عمداً؟