جدل واسع حول مؤتمر الحوار الوطني السوري: بين الدعم والتشكيك

رادار سوريا | أثار مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عُقد مؤخراً في دمشق، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والشعبية، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد يعتبره خطوة نحو الاستقرار، ومعارض يرى فيه محاولة لإعادة إنتاج السلطة بوجوه جديدة دون تغيير حقيقي. وبينما يرى البعض أن المؤتمر يمهد لإعادة إعمار البلاد واستعادة الاستقرار، يعتبره آخرون مجرد “مسرحية سياسية” تهدف إلى فرض واقع سياسي أحادي.
المؤيدون: خطوة نحو سوريا الجديدة
يرى بعض الشخصيات السياسية والإعلامية أن المؤتمر يشكل خطوة ضرورية في إعادة بناء سوريا، وتحقيق الاستقرار بعد سنوات من الحرب.
🔹 عبدالجليل السعيد (@AAbdulsaeid) اعتبر أن المؤتمر “رسالة كبيرة” لكل السوريين، مشيداً بفتح الرئيس أحمد الشرع أبواب القصر الرئاسي أمام المشاركين، ما يعكس، برأيه، رغبة في الاحتواء والتعددية. وأضاف:
“إنها رسالة سورية كبيرة، مؤسسة الرئاسة تحتضن الجميع، المؤتمر نجح.. ألف مبروك لسوريا الجديدة.”

🔹 يوسف الشريف (@Alsharifyusuf73) ركز على أن المؤتمر تطرق إلى علمانية الدولة دون تسميتها صراحةً، وأشاد بعدم التمييز بين المواطنين على أسس عرقية أو دينية، بالإضافة إلى تعزيز دور المرأة، معتبراً ذلك “خطوة إيجابية نحو رفع العقوبات الدولية”. وقال في إحدى تغريداته:
“هذا الخبر جيد للسوريين، وسيساعد في رفع العقوبات الدولية.”


المعارضون: إعادة إنتاج السلطة بواجهة مختلفة
على الجهة الأخرى، تركزت انتقادات المعارضين على ما وصفوه بإقصاء قوى سياسية فاعلة، وهيمنة طرف واحد على صياغة المرحلة المقبلة.
🔹 هيثم مناع انتقد ما وصفه بإعادة بناء “ديكتاتورية جديدة خلال 30 يوماً”، مشيراً إلى أن المؤتمر لم يكن شاملاً، بل تم “احتكار القرار السياسي” وإقصاء فاعلين رئيسيين. وأضاف:
“تم تعيين أحمد الشرع رئيساً ومنحه صلاحيات واسعة، بينما تم تجاهل مناقشة جرائم الحرب والانتهاكات السابقة.”

🔹 رشا الأحدب الناشطة السورية الأمريكية رشا الأحدب انتقدت غياب التمثيل الحقيقي، معتبرة أن “المؤتمر لم يشمل الممثلين المنتخبين من الشارع السوري، بل اقتصر على نخب مختارة بعناية”، كما أبدت شكوكها حول تمثيل الأحزاب السياسية والمكونات العسكرية في المؤتمر، قائلة:
“لتحقيق اجتماع حوار وطني ناجح، نحتاج لعناصر التمكن كالتوافق على دستور يحظى بقبول الجميع، وهو ما لم يتحقق.”

🔹 لينا (@LeenahAladhal) هاجمت المؤتمر بشدة، معتبرة أن “الهدف ليس التعددية، بل إعادة إنتاج السيطرة”، مشيرة إلى أن الكلمة لم تُمنح إلا لأصحاب الخطاب الواحد، وقالت:
“في هذا الزمن الغريب، العجيب، لم يعد يُحترم إلا الخطاب الأحادي… مؤتمر تحت شعار: صحح لا تقسم.”

🔹 عباس صدران (@AbbasSadran) اعتبر أن الهدف الرئيسي من المؤتمر هو “اكتساب شرعية جماهيرية” وليس وضع دستور جديد، قائلاً:
“الإعلان الدستوري جاهز منذ زمن، لكنهم يريدون فقط كسب قاعدة شعبية جديدة.”

🔹 جهاد كورو (@kocihadro) وصف كلمة الجولاني خلال المؤتمر بأنها “استعراض فارغ”، مشيراً إلى أن الحاضرين لم يكونوا مقتنعين بخطابه، بل كان المشهد “أقرب إلى إعادة تدوير خطابات الأسد”.

خلاصة المشهد
رغم اختلاف وجهات النظر حول المؤتمر، يبدو واضحاً أن الانقسام لا يزال قائماً في المشهد السوري، حيث يراه البعض بوابة نحو المصالحة الوطنية، بينما يعتبره آخرون إعادة إنتاج للسلطة بنفس العقلية القديمة. وبينما يترقب السوريون ما ستؤول إليه مخرجات المؤتمر، يبقى السؤال الأهم: هل سيقود إلى تغيير حقيقي أم أنه مجرد مرحلة جديدة من الصراع السياسي؟