غراهام في تركيا لتقييم الوضع السوري: دعم مشروط لرفع العقوبات ومخاوف أمنية مشتركة مع إسرائيل

رادار سوريا – واشنطن

وصل السيناتور الأمريكي الجمهوري البارز ليندسي غراهام اليوم إلى تركيا في زيارة رسمية تهدف إلى تقييم التطورات الجارية في سوريا، في وقت تشهد فيه البلاد منعطفاً سياسياً مهماً بعد إعلان الرئيس دونالد ترمب عن رفع العقوبات الأمريكية، وتمهيده لانفتاح اقتصادي ودبلوماسي جديد.

وفي بيان صادر عن مكتبه، أوضح غراهام أن زيارته تركز على مراجعة المعطيات الميدانية والسياسية عن قرب، بالتنسيق مع المسؤولين الأتراك والأمريكيين، قائلاً: “أنا أميل بشدة إلى دعم تخفيف العقوبات عن سوريا في ظل الظروف المناسبة”، إلا أنه شدد على أن القيادة الحالية “حققت مكانتها بقوة السلاح، وليس بإرادة شعبها”.

وأضاف: “أعلم أن إدارة ترمب قدمت توجيهاتٍ للمسؤولين السوريين بشأن الشروط التي يجب استيفاؤها قبل تخفيف أي عقوبات. وأتفهم تمامًا دور الكونغرس في هذه العملية”، مشيراً إلى دعمه للعقوبات المفروضة في إطار قانون تفويض الدفاع الوطني لعام 2020.

كما لفت غراهام إلى أن سوريا لا تزال مدرجة ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب بموجب القانون الأمريكي، موضحاً أن أي تغيير في هذا التصنيف يتطلب تقريراً من الإدارة إلى الكونغرس، الذي يملك حق مراجعة القرار. وأكد أن لهذا التصنيف “تداعيات هائلة، إلى جانب العقوبات”.

وحول الهواجس الإسرائيلية، أشار غراهام إلى أن “إسرائيل قلقة للغاية من التطورات في سوريا”، لافتاً إلى أنه يتابع هذا الملف بالتنسيق المباشر مع حلفاء واشنطن في المنطقة، خاصة تركيا، بهدف تقييم تداعيات رفع العقوبات وفهم أبعاده الأمنية والجيواستراتيجية.

وفي إشارة واضحة إلى الحذر الأمريكي، قال السيناتور الجمهوري: “إن رفع العقوبات التي أقرها الكونغرس عملية معقدة. ومع أنني أرغب في تمكين الأطراف الجديدة في سوريا، إلا أنه يجب أن يتم ذلك بالتنسيق مع حلفائنا – وخاصة أصدقائنا في إسرائيل – لمعالجة العديد من المخاوف الأمنية”، مذكراً بأن الأراضي السورية استخدمت في السابق كنقاط انطلاق لتهديد أمن إسرائيل.

وختم غراهام تصريحاته بالإشارة إلى أن الحكومة السورية الجديدة “قد تكون استثماراً جيداً”، معتبراً أن استقرار سوريا “سيُحدث تغييراً جذرياً في المنطقة”، إلا أنه شدد على ضرورة تقييم التقدم المحرز بدقة، نظراً لماضي البلاد المعقّد.