اتفاقية استراتيجية لإنزال أول كابل بحري يربط سوريا مباشرة بشبكة الاتصالات العالمية
رادار سوريا – طرطوس
في خطوة وُصفت بالمفصلية في تاريخ قطاع الاتصالات السوري، وقّعت الشركة السورية للاتصالات مع شركة “ميدوسا” الإسبانية اتفاقية لإنزال أول كابل بحري دولي يربط سوريا مباشرة بشبكة الاتصالات العالمية، وذلك خلال حفل رسمي في مدينة طرطوس بحضور وزير الاتصالات وتقانة المعلومات عبد السلام هيكل.
وأوضح الوزير هيكل في تصريحٍ صحفي أن المشروع يمثل نقلة نوعية في البنية التحتية الرقمية، إذ سيتيح لسوريا الاتصال مباشرة بأنظمة الكابلات العالمية من دون وسطاء عبر كابل يمتد من البرتغال مروراً بمرافئ المتوسط وصولاً إلى طرطوس. وأكد أن هذه الخطوة ستوفر إنترنت أسرع وأكثر استقراراً، وتضع البلاد في موقع استراتيجي على خريطة الاتصالات الدولية.
وأشار هيكل إلى أن مشروع Medusa يتكامل مع مشروع Silk Link الذي أوشك على الإنجاز، مبيناً أن المنظومتين ستسهمان في تحسين جودة الإنترنت وتوسيع السعة الدولية للاتصال، بحيث يصل أثرها إلى الشركات والمنازل على حد سواء. كما سيسمح الكابل الجديد بمرور حركة الإنترنت بين أوروبا وآسيا عبر سوريا، ما يعزز مكانتها كمركز عبور رقمي إقليمي.
من جانبه، قال نورمان ألبي، الرئيس التنفيذي لشركة ميدوسا، إن إدراج طرطوس ضمن مسار الكابل يمثل خطوة استراتيجية ستعزز حضور سوريا في سوق الاتصالات العالمي، مؤكداً أن المشروع سيوفر اتصالاً عالي السرعة ويدعم النمو الاقتصادي والتحول الرقمي في البلاد.
في السياق نفسه، أشار جمال الدين خطيب، رئيس لجنة تسيير أعمال الشركة السورية للاتصالات، إلى أن الاتفاقية تمهّد لجعل سوريا عقدة مركزية للنقل الرقمي بين أوروبا وآسيا، وتدعم رؤية الوزارة في إعادة بناء البنية التحتية الرقمية على أسس عصرية.
وتفقد وزير الاتصالات موقع إنزال الكابل البحري في شاطئ الأحلام بطرطوس إيذاناً ببدء تنفيذ المشروع، بحضور محافظ اللاذقية وممثلي شركات الهاتف المحمول، في خطوة تُعد بداية مرحلة جديدة لقطاع الاتصالات السوري.
