رادار سوريا – دمشق
شهدت مدينة جرمانا بريف دمشق حالة توتر أمني متصاعد، إثر انتشار تسجيل صوتي على مواقع التواصل الاجتماعي، وصفته وزارة الداخلية السورية بـ”المسيء لمقام النبي محمد عليه الصلاة والسلام”. التوتر سرعان ما تحول إلى اشتباكات متقطعة بين مجموعات مسلحة من داخل المدينة وخارجها، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى، من بينهم عناصر من قوى الأمن.
الوزارة، وفي بيان صادر عن مكتبها الإعلامي، أعلنت أنها دفعت بوحدات من قوى الأمن العام، مدعومة بقوات من وزارة الدفاع، لاحتواء الموقف وفرض طوق أمني حول المنطقة، مشيرة إلى بدء تحقيقات لملاحقة المتورطين، بما في ذلك صاحب المقطع الصوتي.
اللافت في البيان الرسمي أنه تبنّى توصيفاً دينياً واضحاً للواقعة، واعتبر التسجيل “إساءة للنبي محمد”، في خروج عن اللغة المؤسسية المحايدة، وغياب لأي إشارة لاحترام تنوع المعتقدات الدينية. وهو ما يثير تساؤلات جدية حول حيادية الوزارة في التعامل مع المواطنين، في دولة يفترض أن تحكمها القوانين المدنية، لا المرجعيات الدينية.
يأتي هذا الحادث في وقت تزداد فيه المخاوف من توسع دائرة العنف الديني، إذا لم يُعالج الخطاب الرسمي بحذر ومسؤولية، بعيداً عن التوصيفات الإيمانية التي تُذكي الاصطفاف الطائفي وتُقوّض السلم المجتمعي.