الإدارة الذاتية تدين استهداف السويداء وتدعو إلى حماية التعددية والنسيج الوطني

رادار سوريا- الحسكة
أصدرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، اليوم الإثنين، بيانًا رسميًا أعربت فيه عن قلق بالغ تجاه التطورات الأمنية المتسارعة في محافظة السويداء، مدينةً الانتهاكات بحق سكانها، وداعيةً إلى وحدة وطنية سورية قائمة على الديمقراطية والتعددية والعدالة.
وأكد البيان أن ما تتعرض له السويداء من استهدافات وتهديدات يمس أمن وسلامة أبنائها، في مرحلة حساسة تمرّ بها البلاد، معتبرًا أن هذه الاعتداءات لا تطال المحافظة وحدها، بل “تستهدف وحدة السوريين وإرادتهم في بناء دولة حرة وديمقراطية”.
ودعت الإدارة الذاتية جميع القوى الوطنية السورية إلى الوقوف صفًا واحدًا لإيقاف هذه الممارسات والهجمات التي يتعرض لها المدنيون، مجددةً تضامنها الكامل مع أهالي السويداء، ومشددة على أن العنف “ليس طريقًا إلى الحل، بل يعمّق الفجوة بين الحكومة والشعب.
وأشارت إلى أن سوريا المنشودة يجب أن تكون دولة للجميع، بلا تهميش أو إقصاء، تقوم على المشاركة الفعلية واحترام التعددية وحقوق الإنسان.
وفيما يلي نص البيان كاملًا:
بيان صادر عن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا
تتابع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بقلق بالغ تطورات الأوضاع في محافظة السويداء، وما تتعرض له من استهدافات مباشرة وتهديدات تمس أمن وسلامة أبنائها، في وقتٍ يمر فيه الشعب السوري بمرحلة حساسة يتطلع خلالها إلى إنهاء معاناة طويلة فرضتها عقود من الاستبداد، والانتقال نحو مستقبل يضمن الكرامة، والعدالة، والمساواة لجميع السوريين.
إننا في الإدارة الذاتية نُدين الانتهاكات التي يتعرض لها أهل السويداء ونعتبرها أعمالًا مرفوضة بكل المقاييس الوطنية والإنسانية، كونها تمس بمكون أصيل من مكونات الشعب السوري، وتسعى لتقويض الاستقرار المجتمعي عبر ترهيب المدنيين وتخويفهم وخلق أجواء من الفوضى والفتنة، ونرى أنَّ ما يجري في السويداء لا يستهدف فقط منطقة بعينها، بل يستهدف وحدة السوريين وإرادتهم في بناء دولة حرة وديمقراطية قائمة على التعددية والتنوع.
لقد أثبتت التجربة أنَّ العنف ليس طريقًا إلى الحل بل إنه فقط يعمق من الشرخ والفجوة بين الحكومة والشعب.
ومن هذا المنطلق، تؤكد الإدارة الذاتية تضامنها الكامل مع أهلنا في السويداء، وتدعو كافة القوى الوطنية السورية إلى الوقوف صفًا واحدًا لإيقاف هذه الممارسات والهجمات التي يتعرض لها المدنيون، والعمل من أجل حماية السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي السوري، الذي يشكل حجر الأساس لأي مشروع وطني جامع.
نؤكد في هذا السياق على ضرورة احترام التعددية الوطنية السورية، والاعتراف بحقوق كافة المكونات دون تمييز، والابتعاد عن أي خطاب أو ممارسة تستهدف مكونًا بعينه، سواء لأسباب سياسية أو دينية أو قومية، إنَّ سوريا التي ننشدها يجب أن تكون دولة للجميع، بلا تهميش أو إقصاء، تقوم على أُسس ديمقراطية تكفل المشاركة الفعلية لكل أبنائها في إدارة شؤون بلادهم.
كما نكرر دعوتنا إلى تحكيم لغة العقل والمسؤولية في التعاطي مع ما يجري، وندعو جميع الأطراف الحريصة على وحدة سوريا وسلامة شعبها إلى تبنِّي مقاربات واقعية تراعي طبيعة المجتمع السوري، وتعمل بجدية من أجل بناء نموذج سياسي ديمقراطي حديث يستند إلى العدالة، والمساواة، وحقوق الإنسان.
الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا
14 تموز 2025