الاتحاد الأوروبي يختبر بوابة الصحة: لقاء رفيع مع وزير سوري وسط مؤشرات تحول في المقاربة الأوروبية

رادار سوريا – دمشق
في تطوّر يعكس تنامي الديناميكيات الأوروبية تجاه الملف السوري، عقد وفد رفيع من الاتحاد الأوروبي لقاءً موسّعاً مع وزير الصحة في الحكومة السورية الدكتور مصعب نزال علي، ناقش خلاله الطرفان التحديات الراهنة وآفاق التعاون في إعادة بناء القطاع الصحي السوري، الذي تضرر بشكل بالغ خلال السنوات الماضية.
الوفد الأوروبي ضمّ مسؤولين من بعثة الاتحاد إلى سوريا، بالإضافة إلى آنا بيريس، رئيسة قسم سوريا في المديرية العامة لسياسات الجوار والتوسيع في الاتحاد الأوروبي، حيث أكد الحضور الأوروبي على “الإعجاب برؤية الوزير السوري والتزامه بإصلاح النظام الصحي”، وفق ما جاء في منشور رسمي على حساب البعثة في منصة X (تويتر سابقاً).
الاجتماع الذي وصف بـ”البنّاء” تطرّق إلى قضايا مرتبطة بإعادة تأهيل المنشآت الطبية، وتحسين القدرة على الاستجابة الصحية، وتوفير البنية التحتية التقنية والبشرية القادرة على التعامل مع متطلبات ما بعد الأزمة، خاصة في المناطق التي شهدت انهياراً شبه تام في النظام الصحي.
يُنظر إلى هذا اللقاء على أنه جزء من مقاربة أوروبية جديدة تتعامل مع الملف السوري عبر مداخل قطاعية أكثر واقعية، خصوصاً في ظل تعقيدات المشهد الإقليمي والانقسامات داخل الاتحاد بشأن مستقبل العلاقة مع دمشق. ويرى مراقبون أن التحركات الأوروبية الأخيرة في سوريا، والتي شملت زيارات ميدانية إلى دُوما وحرستا، ثم لقاءات على المستوى الوزاري، تشي بمحاولات دبلوماسية لاقتناص فرص تأثير ناعم في مسارات إعادة الإعمار، بعيداً عن الخطابات السياسية التقليدية.
الوزير السوري، من جهته، قدّم تصوراً يُراهن على “العودة التدريجية لقطاع الصحة كركيزة للاستقرار الاجتماعي”، ما يعكس طموح الحكومة السورية بإعادة بناء جسور الثقة مع الشركاء الدوليين من بوابة الاحتياجات الخدمية، لا من خلال الملفات الأمنية أو السياسية.
وفي ظل تأرجح المواقف الغربية حيال الحكومة السورية، يبدو أن الاتحاد الأوروبي يختبر مسار “المشاركة المشروطة”، حيث تُطرح مشاريع دعم محدودة ضمن بيئة رقابية، مع التركيز على قابلية التقييم، وتحييد المسائل الخلافية الكبرى.
