رادار سوريا – في أول تصريحات موسعة له بعد سلسلة مشاورات سياسية إقليمية، أكد الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع أن تحرير سوريا أنقذ المنطقة من حرب عالمية ثالثة، مشيراً إلى أن وجود الميليشيات على الأرض السورية كان مصدر قلق دائم لدول الجوار. وأضاف أن سوريا دخلت فعلياً مرحلة جديدة من بناء الدولة تقوم على الابتعاد عن الثأر والانتقام، وترتكز على مبدأ المصالحة الوطنية.
وأكد الشرع أن الدولة السورية لن تكون طرفاً في أي صراعات داخل لبنان، مشدداً على احترام السيادة اللبنانية ووحدة أراضيه وأمنه، معبّراً عن أمله بانتهاء الانقسام الطائفي في لبنان لصالح الكفاءات والمؤسسات. ولفت إلى أن لبنان يشكل عمقاً استراتيجياً وخاصرة لسوريا، داعياً إلى بناء علاقات وثيقة بين البلدين تخدم استقرار الإقليم.
وفي ملف السويداء، قال الشرع إن أبناء المحافظة كانوا جزءاً أساسياً من العملية العسكرية التي أسقطت النظام السابق، الذي لم يكتفِ بقمع السوريين بل امتد استبداده إلى لبنان، حيث اغتال قيادات من الجانبين. وشدد على أهمية إعادة العلاقات الأخوية بين الشعبين السوري واللبناني، انطلاقاً من ماضٍ مشترك وتاريخ من النضال.
وحول العلاقات مع تركيا، أوضح الشرع أنه بحث مع وزير الخارجية التركي سبل تعزيز الحكومة المقبلة وحصر السلاح بيد الدولة، مضيفاً أن الوزير التركي أبدى استعداد بلاده الكامل لدعم سوريا، مؤكداً أن أنقرة ستبني علاقات استراتيجية مع دمشق الجديدة. ولفت إلى أن تركيا كانت من أوائل الدول التي وقفت إلى جانب الشعب السوري منذ انطلاق الثورة، واصفاً إياها بالصديقة الحقيقية.
في السياق ذاته، أكد وزير الخارجية التركي خلال اللقاء أن بلاده ستقف إلى جانب السوريين في إعادة بناء مؤسسات الدولة، داعياً إلى توافق داخلي واسع في سوريا وتواصل عربي مباشر مع القيادة الجديدة. كما شدد على أن لا مكان لأي تنظيم إرهابي في مستقبل سوريا، مشيراً إلى ضرورة رفع العقوبات عن دمشق لإتاحة الفرصة أمام الإدارة الجديدة لتنفيذ برامجها الإصلاحية.
وتطرق الشرع إلى التحديات الداخلية، لافتاً إلى أن نصف الشعب السوري يعيش خارج البلاد، في وقت دُمّرت فيه البنية التحتية للاقتصاد بشكل شبه كامل. ودعا إلى توافق دولي يُنهي العقوبات المفروضة على سوريا، معتبراً أن أسباب تلك العقوبات قد زالت بزوال النظام المخلوع، مشدداً على أن الشعب السوري يستحق تخفيف المعاناة لا زيادتها.
