صحة و جمال

تغير المناخ يهدد سلامة الحمل حول العالم: موجات الحر والتلوث يعرضان الأمهات والأجنة لمخاطر متصاعدة

رادار سوريا
بينما تتزايد الأيام ذات درجات الحرارة المرتفعة بشكل غير مسبوق نتيجة تغير المناخ، تُكشف يومًا بعد يوم آثار هذا التحول على الصحة العامة، ولا سيما على صحة النساء الحوامل. تقرير حديث صادر عن منظمة Climate Central بتاريخ 14 أيار 2025، أشار إلى أن عدد أيام “الخطر الحراري للحمل” أي الأيام التي تتجاوز درجات حرارتها القصوى 95% من المعدلات السابقة في نفس المنطقة – قد تضاعف في 222 دولة خلال الفترة من 2020 إلى 2024. وتركزت أكبر معدلات الزيادة في المناطق النامية التي تعاني من محدودية في الخدمات الصحية، مثل الكاريبي وأجزاء من أمريكا اللاتينية وأفريقيا جنوب الصحراء.

توضح الدكتورة شرثي ماهالينغاياه، أستاذة الصحة البيئية والإنجابية في كلية هارفارد للصحة العامة، أن النساء الحوامل والأجنة أكثر عرضة لتأثيرات التغير المناخي، خاصة الحرارة الشديدة، بسبب التغيرات الفيزيولوجية التي يمر بها الجسم خلال الحمل، ما يقلل من كفاءته في تنظيم الحرارة الداخلية.

وتؤكد الدكتورة آنا بونيل، الأستاذة في كلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة، أن استمرار التعرض لموجات الحر يزيد من خطر الإصابة بمضاعفات الحمل مثل تسمم الحمل وسكري الحمل. كما أن الأجنة، التي تفتقر لقدرة ذاتية على تنظيم الحرارة، تكون عرضة لتشوهات خلقية مثل تشوهات الأنبوب العصبي. وقد أظهرت دراسة نُشرت في مجلة JAMA Network Open عام 2024 أن احتمالات الولادة المبكرة ترتفع بشكل واضح عند تعرض الأم لدرجات حرارة عالية متواصلة لأكثر من أربعة أيام، ما يزيد من خطر الوفاة أو الأمراض المزمنة للطفل.

وتصل التأثيرات حتى إلى أدوات الحمل نفسها: فقد تبين أن وسائل منع الحمل واختبارات الحمل قد تتعطل أو تصبح غير فعالة عند تخزينها في درجات حرارة مرتفعة. وتشير بيانات من منظمة MSI Reproductive Choices إلى أن ما لا يقل عن 11.5 مليون امرأة في 26 دولة تأثرت قدرتهن على الوصول إلى وسائل منع الحمل نتيجة نزوح مرتبط بتغير المناخ منذ عام 2011.

لكن الخطر لا يتوزع بالتساوي. فالفئات الأكثر تهميشًا, مثل أصحاب الدخل المنخفض والمحرومين من الرعاية الصحية أو من وسائل التبريد كالمكيفات هم الأكثر تأثرًا. كما أن القرب من الطرق السريعة والمناطق الصناعية يزيد من التعرض للملوثات، ما يضاعف من المخاطر الصحية خلال الحمل، بما في ذلك ضغط الدم المرتفع، وانخفاض وزن المواليد، وتأخر النمو العقلي والرئوي للجنين.

وفيما يتعلق بالكوارث المناخية المفاجئة، فقد أظهرت دراسة منشورة في مجلة Environment International عام 2020 أن العواصف الشديدة، مثل الأعاصير، قد تتسبب في تحفيز الولادة المبكرة. وتدعم هذه النتائج بيانات حديثة من مؤسسة XDI التي وجدت أن خطر تضرر المستشفيات بسبب تغير المناخ ارتفع بنسبة 41%، وهو ما يؤثر مباشرة على توفر الرعاية الصحية، خاصة في حالات الطوارئ كما حدث خلال إعصار ساندي في نيويورك، حيث تعطل تقديم خدمات الرعاية ما قبل الولادة.

ويجمع الخبراء على أن حجم المعرفة الحالي حول تأثيرات تغير المناخ على الحمل لا يزال غير كافٍ، وأن هناك حاجة ملحة لمزيد من الأبحاث والدراسات لتفهم الصورة الكاملة. وتختم ماهالينغاياه: “علينا التفكير في دورة الحياة الإنجابية بأكملها في ظل تغير المناخ. وما زال أمامنا الكثير لفهم ما يحدث بالفعل”.

المصدر: تايم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

رادار سوريا