المجلس الوطني الكردي: مؤتمر الحوار الوطني يتجاهل الشراكة السياسية ويكرس الإقصاء

رادار سوريا | انتقد المجلس الوطني الكردي في سوريا النهج الذي تم اعتماده في التحضير لمؤتمر الحوار الوطني السوري، مشيراً إلى أن تهميش القوى السياسية والمكونات القومية، بما في ذلك المجلس الوطني الكردي، يشكل “إقصاءً متعمداً وانتهاكاً لحق الشراكة الوطنية”.
وأوضح المجلس أن الإعلان عن المؤتمر قبل يوم واحد فقط، ومن دون إشراك الأطراف السياسية الفاعلة في الإعداد والتحضير، “يطرح تساؤلات جوهرية حول مدى جدية المؤتمر وفعاليته في تحقيق توافق وطني حقيقي”. كما حذّر من أن غياب آلية تمثيل واضحة ومتوازنة لمختلف القوى السياسية والمكونات السورية، بما فيها الحركة السياسية الكردية، يقوض مصداقية المؤتمر ويفتح المجال أمام قرارات غير ملزمة.
وأكد المجلس أن “المدة الزمنية القصيرة جداً للتحضير وعدم مراعاة ظروف المشاركين من داخل سوريا وخارجها، تعكس افتقار المؤتمر إلى استراتيجية واضحة، مما يهدد بفشله في تحقيق اختراق حقيقي في المشهد السياسي السوري”.
وشدد على أنه رغم دعمه لأي عملية سياسية “تؤسس لسوريا ديمقراطية لا مركزية، قائمة على الاعتراف بحقوق جميع مكوناتها القومية والسياسية”، إلا أن أي حوار وطني “لا يمكن أن يكون فاعلاً إذا استمر في تجاهل المكونات السياسية الأساسية وحقوقها المشروعة”.
وأشار المجلس إلى أن الواقع السوري اليوم يتطلب “مبادرات حقيقية وليس مجرد مؤتمرات شكلية”، داعياً إلى “مسار سياسي جاد وشامل يضع حداً لمعاناة السوريين ويؤسس لمرحلة انتقالية قائمة على العدالة والمواطنة الحقيقية”.
يُذكر أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر كانت قد أعلنت موعد انعقاده يومي 24 و25 شباط في العاصمة دمشق، وسط استمرار الجلسات الحوارية التحضيرية التي شملت مؤخراً ممثلين عن الفنانين والمثقفين، بينما لا تزال الأسئلة قائمة حول مدى شموليته وقدرته على تحقيق توافق سياسي حقيقي.