أخبار سوريا

القصة الكاملة | من "جايكم الدور" إلى الانفجار داخل الكنيسة: ما حدث في مار إلياس يهز دمشق

رادار سوريا – دمشق
تحولت ليلة الأحد 22 حزيران 2025 إلى واحدة من أكثر ليالي العاصمة دمشق سوداوية، بعد أن دوى انفجار عنيف داخل كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة، أثناء إقامة القداس، مخلفًا عشرات الضحايا بين قتيل وجريح. الهجوم، الذي نُفذ على ما يبدو بحزام ناسف، سبقه في صباح اليوم نفسه تطوّر أثار الريبة: كتابة تهديد مباشر على جدار الكنيسة، دون أن يُتبع بأي إجراء أمني ظاهر.

بداية الأحداث تعود إلى ساعات الصباح، حين لاحظ سكان الدويلعة كتابة عبارة “جايكم الدور” على أحد جدران كنيسة مار إلياس. التهديد، الذي جرى توثيقه بصور انتشرت سريعًا على وسائل التواصل، جاء في وقت سُجل فيه وجود غير معتاد لعناصر من جهاز الأمن العام في محيط الحي. لم يصدر أي تعليق رسمي بشأن العبارة، ولم تُسجل تحركات أمنية فورية لاحتوائها أو التحقيق في ملابساتها، ما أثار تساؤلات مبكرة حول تجاهل هذا النوع من التهديدات العلنية.

مع حلول المساء، وفي وقت كانت فيه الكنيسة مكتظة بالمصلين أثناء القداس، دخل شخص مجهول الهوية إلى المكان، وبحسب المعلومات الأولية، أطلق النار بشكل مباشر قبل أن يُفجّر نفسه داخل الكنيسة. الانفجار وقع قبيل انتهاء القداس، وتسبب بمجزرة حقيقية وسط ذهول الأهالي، الذين هرعوا إلى المكان قبل أن تضرب القوى الأمنية طوقًا في محيط الكنيسة.

المعطيات الأولية الصادرة عن مصادر طبية أشارت إلى وصول أكثر من ثلاثين جثة إلى مستشفيات العاصمة، إضافة إلى عشرات المصابين بجروح متفاوتة، بعضهم بحالة حرجة. حتى الآن، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، فيما لم تصدر وزارة الداخلية أو وزارة الدفاع بيانًا رسميًا بشأن تفاصيل ما جرى، وسط حالة صمت رسمي تلف المشهد.

الربط الزمني بين التهديد الصباحي والانفجار المسائي لا يبدو عابرًا. الجدارية التي حملت التهديد لم تكن مجرد كتابة عشوائية، بل سبقت الهجوم بساعات محددة، ما يفتح باب التساؤلات حول طبيعة التحذير، ولماذا لم تتعامل الجهات المعنية معه بجدية. كما أن ظهور عناصر من الأمن العام في المكان خلال ساعات النهار يضيف بُعدًا إضافيًا يحتاج إلى توضيح.

الهجوم يأتي بعد سلسلة من الحوادث الأمنية في العاصمة خلال الأيام الماضية، آخرها انفجار سيارة مفخخة في حي القدم، وإلقاء قنبلة يدوية مساء اليوم ذاته في منطقة كشكول، القريبة جغرافيًا من موقع الكنيسة. تصاعد هذه الحوادث في فترة قصيرة يعيد طرح تساؤلات حول هشاشة الواقع الأمني، وقدرة الأجهزة القائمة على احتواء التهديدات قبل وقوعها.

دمشق التي كانت توصف حتى وقت قريب بأنها أكثر المناطق انضباطًا أمنيًا، تجد نفسها اليوم أمام مشهد مضطرب، تتداخل فيه الرسائل السياسية، والتحذيرات العلنية، والهجمات المباشرة، وسط صمت رسمي يُخلي الساحة لروايات متضاربة وأسئلة بلا إجابات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

رادار سوريا