بعد تقرير رادار سوريا: الخارجية الألمانية تصحح خطاب مبعوثها بشأن المشهد السوري

رادار سوريا – دمشق

بعد ساعات من نشر رادار سوريا لتقرير بعنوان “انتقادات للمبعوث الألماني بعد اختزاله عيد الأضحى بصورة نمطية في سوريا”، والذي تناول ملاحظات واسعة حول اختزال مناسبة العيد في مشهد تعبّدي يقتصر على رجال الدين فقط، جاء ردّ فعلي لافت من وزارة الخارجية الألمانية، تمثّل في منشور رسمي للمتحدثة باسم الوزارة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أنيكا كلاسن إدريس.

إدريس نشرت مقاطع مصوّرة تعكس الأجواء الحقيقية للعيد في سوريا، حيث الأطفال وأصحاب المتاجر والأسواق الشعبية، في مشهدٍ ينبض بالحياة الاجتماعية والإنسانية. وقالت في منشورها:

الحرية تعني القدرة على تشكيل حياة المرء بكرامة وأمان. والشعب السوري يُعيد بناء هذه الحرية خطوة بخطوة. #ألمانيا تدعمهم في ذلك.

وقد رصد متابعون هذا التحول في الخطاب على أنه تصحيح ضمني ورسالة سياسية دقيقة من وزارة الخارجية الألمانية، تشير إلى استدراك دبلوماسي ذكي لما أثاره منشور المبعوث الألماني ستيفان شنيك من جدل حول اختزال المشهد السوري.
ويُنظر إلى هذا التصحيح ليس فقط كاستجابة إعلامية عابرة، بل كخطوة سياسية ذات دلالة رمزية واضحة، تعكس تحوّلاً مهمًا في إدراك الخارجية الألمانية لطبيعة المجتمع السوري وتعقيداته، وتُظهر استعدادًا أوروبيًا أوسع لإعادة بناء العلاقة مع الشعب السوري على أسس واقعية وشاملة، تتجاوز الصور النمطية والرمزية الضيقة.

في هذا السياق، نؤكد في منصة رادار سوريا أن تصحيح الخطاب الدبلوماسي لا يُعد إجراءً شكليًا، بل يُجسد الدور الجوهري الذي يلعبه الإعلام في بناء المجتمع وتصويب المفاهيم والصور النمطية، لاسيما في مشهد معقّد كالسوري، حيث تُصبح الرسالة الإعلامية أداةً للعدالة والانفتاح، لا مجرد نقل للأحداث.
ومن هذا المنطلق، نتوجه بالشكر إلى وزارة الخارجية الألمانية على جديّتها في التعامل مع الملف الإعلامي السوري، وانفتاحها على النقد البنّاء وتصويب المسار. كما نثمّن عالياً دور السيدة أنيكا كلاسن إدريس، التي قدّمت تمثيلاً بصريًا أكثر واقعية وتنوعًا، يعكس جوهر المجتمع السوري وتعدديته.

الحرية تعني القدرة على تشكيل حياة المرء بكرامة وأمان. والشعب السوري يُعيد بناء هذه الحرية خطوة بخطوة. #ألمانيا 🇩🇪 تدعمهم في ذلك. #WeInvestInFreedom@almaniadiplo @GERonSyria pic.twitter.com/6z37LDgN1r

— Annika Clasen-Edris (@natiq_almani) June 8, 2025