الأحداث الأمريكية

تحالف العقول والأسواق: لقاء عالمين وثقافتين تحت مظلة المصالح الكبرى

رادار سوريا – الرياض

في مشهد لافت يجمع بين رمزية القوة الاقتصادية والسياسية، استقبلت المملكة العربية السعودية الرئيس الأميركي دونالد ترمب في زيارة وُصفت بأنها الأهم منذ سنوات، وذلك برفقة وفد اقتصادي أميركي يضم أكثر من 500 رجل أعمال من كبرى الشركات الأميركية العاملة في مجالات الدفاع والتكنولوجيا والطاقة والبنية التحتية والذكاء الاصطناعي.

الزيارة، التي جاءت بدعوة رسمية من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تمثل امتدادًا لعلاقات استراتيجية بدأت منذ سنوات، لكنها تدخل اليوم مرحلة أكثر نضجًا واتساعًا في ظل التغيرات الجيوسياسية المتسارعة إقليميًا ودوليًا. ففي الوقت الذي يعيد فيه العالم ترتيب تحالفاته ومصالحه، تلتقي الرياض وواشنطن اليوم على أرضية براغماتية تجمع بين الرؤية المستقبلية للسعودية في رؤيتها 2030، والطموح الأميركي في استعادة موازين النفوذ في الشرق الأوسط عبر البوابة الاقتصادية.

ووفق مصادر خاصة لرادار سوريا، فإن اللقاءات التي جرت بين الطرفين لم تقتصر على البروتوكولات الرسمية، بل شهدت اجتماعات نوعية بين رجال الأعمال والمستثمرين الأميركيين ونظرائهم السعوديين، وسط اهتمام متزايد بإطلاق مشاريع مشتركة في قطاعات الطاقة المتجددة، والمدن الذكية، والتكنولوجيا الدفاعية، وسلاسل التوريد.

ترمب، المعروف بأسلوبه المباشر، عبّر خلال جلسات مغلقة عن “احترامه للنهج السعودي في خلق بيئة استثمارية مرنة وقوية”، واعتبر أن “السعودية أثبتت أنها حجر أساس في الاستقرار الإقليمي ونقطة جذب للمستثمرين في زمن الأزمات العالمية”. من جهته، شدد الأمير محمد بن سلمان على أن بلاده “منفتحة على الشراكات المستدامة التي تخدم الاقتصاد العالمي، وتفتح المجال أمام نهضة إقليمية قائمة على التوازن والتكامل لا على الاستقطاب والصراع”.

الرسائل التي حملتها هذه الزيارة تتجاوز الاقتصاد. إنها رسالة إلى العالم بأن التباينات الثقافية لا تقف حجر عثرة أمام بناء التحالفات الذكية، حيث يمكن لعالمين مختلفين في القيم والتقاليد أن يلتقيا عند نقطة المصالح الكبرى والتكامل الاستراتيجي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

رادار سوريا