رادار سوريا – السويداء
حصلت منصة رادار سوريا على تسجيلات صوتية مسرّبة من داخل وزارات الدفاع والداخلية والإعلام في حكومة أحمد الشرع، تكشف وجود مخطط إجرامي منسق يستهدف الصحفيين الأجانب الذين ينوون تغطية ما يجري في محافظة السويداء، مع نية مبيّتة لتزييف الرواية الإعلامية وتحميل المسؤولية زوراً لـقوات الدفاع المحلية الدرزية.
في أحد التسجيلات، يُسمع عنصر أمني يسأل ضابطًا رفيعًا:
“في صحفيين أجانب عم يطلبوا يدخلوا السويداء، وهاد رح يفضح شو عملنا فيهم (الدروز)، شو منعمل؟”
فيرد الضابط بنبرة استهزاء:
“اعطوهم تصريح دخول، وخلوهم يروحوا على مناطق الاشتباك… وصوّروهم، وبعدين قولوا إنو الشيخ ‘الإجري’ (في تحقير مباشر للشيخ حكمت الهجري) هو وجماعته هنن اللي استهدفوهم!”
ويختتم حديثه بضحكة ساخرة، في دلالة على استخفاف كامل بالأرواح وبالقانون الدولي.
وفي تسجيل آخر، يتحدث موظف في وزارة الداخلية عن الصحفي زينو محاميد، واصفًا إياه بـ”الخائن” لمجرد كشفه لما حدث في السويداء، قائلاً:
“لازم نلاقيه ونتخلّص منه.”
ويضيف بتهديد صريح لمراسلة تعمل مع قناة سكاي نيوز:
“حضّرت تقرير عن الانتهاكات وصوّرت البيوت المحروقة والبضاعة المسروقة. ما منعرف إذا صوّرت الإعدامات كمان… على كل حال، لما تلاقوها، ابعتوها على جهنم.”
أما التسجيل الثالث، فهو تهديد مباشر منسوب إلى الناشط المؤيد للحكومة أنس هبرة، ويظهر فيه وهو يخاطب زينو محاميد بلغة طائفية عنيفة:
“وعرض كل عشيرتك ونساء عشيرتك راح خليهم يجيبوك… رجال الأمن العام رح يطبو عليك… والله لو أدفع لهم عشرة مليون ليرة.”
هذه التسريبات تفضح بما لا يدع مجالًا للشك وجود سياسة عليا منظمة لقمع الصحافة وتصفية من يكشف الحقيقة، مع اعتماد استراتيجية خبيثة لتشويه صورة الدروز وتحويلهم إلى كبش فداء أمام المجتمع الدولي.
محاولة إلصاق التهمة بالشيخ حكمت الهجري وبقوى الدفاع المحلية في السويداء ليست مجرد تضليل، بل جريمة مركبة تهدف إلى ضرب مصداقية أبناء الجبل وشرعنة استهدافهم أمام الرأي العام.
تدين رادار سوريا بشدة هذه التهديدات وتعتبر ما ورد في التسجيلات تحريضًا علنيًا على القتل، وتلاعبًا متعمدًا بالسردية الإعلامية الدولية.
ونظرًا لخطورة ما كُشف، فإن رادار سوريا توجّه نداءً مفتوحًا إلى الصحفيين الأجانب الذين يخططون لتغطية ما يجري في السويداء، بضرورة اتخاذ أقصى درجات الحذر أثناء تواجدهم في المنطقة، والتنسيق المسبق مع مصادر محلية موثوقة لا تتبع أي جهة حكومية أو فصائلية، والامتناع عن التنقل المنفرد أو دون مرافقة مهنية محايدة، مع اعتماد فرق صحفية سورية محلية تتمتع بثقة ميدانية وخبرة في التعامل مع الواقع الأمني. إن تغطية ما يجري في السويداء لم تعد مجرد مهمة صحفية، بل أصبحت مخاطرة وجودية، بعد هذه التسريبات التي تكشف بوضوح أن الحكومة الحالية لا تستهدف فقط الحقيقة… بل كل من يجرؤ على نقلها.