جامعة إدلب.. نموذج أكاديمي يواجه التحديات ويحقق تقدماً دولياً

رادار سوريا | في ظل بيئة غير مستقرة، تواصل جامعة إدلب تعزيز مكانتها الأكاديمية محلياً ودولياً، حيث سجلت نمواً ملحوظاً منذ تأسيسها عام 2015، على الرغم من التحديات السياسية والاقتصادية التي واجهتها خلال فترة النظام البائد. الجامعة التي تضم اليوم 18 كلية و8 معاهد تقنية ولغوية، استطاعت جذب أكثر من 21,500 طالب وطالبة، فضلاً عن 880 طالباً في الدراسات العليا، ما يعكس زيادة مستمرة في الطلب على التعليم العالي في شمال سوريا.
على مدى سنوات، واجهت الجامعة عقبات كبرى، من بينها الحصار الاقتصادي، نقص التمويل، واستهداف البنية التحتية. ومع ذلك، تمكنت من تجاوز هذه التحديات عبر استراتيجيات تعتمد على تعزيز الشراكات الدولية والارتقاء بالبحث العلمي، حيث بلغ عدد البحوث المنشورة دولياً من قبل طلاب الدكتوراه 40 بحثاً علمياً، كما ارتفع تصنيفها العالمي وفق موقع “ويبوميتريكس” بمقدار 1652 مرتبة خلال عام واحد، وهو مؤشر على تزايد الاعتراف بها كمؤسسة أكاديمية فاعلة.
في إطار سعيها لتطوير معايير الجودة والحوكمة، وقّعت الجامعة اتفاقيات مع جامعات إقليمية ودولية، مثل جامعة الشمال الخاصة، وجامعة SMBB الباكستانية، إضافة إلى انضمامها إلى اتحاد جامعات المتوسط، الاتحاد الدولي للصيدلة، والاتحاد الدولي لكليات الطب البشري، مما يساهم في تعزيز شبكتها الأكاديمية وتأمين فرص تبادل المعرفة والخبرات.
بعد التحرير، وضعت إدارة الجامعة خطة طموحة تشمل توسيع الكليات، إنشاء مدينة جامعية نموذجية، تطوير المناهج، وتعزيز التعليم المهني والرقمي، إضافة إلى تحديث المستشفى الجامعي الذي يضم أكثر من 600 موظف وكادر طبي متخصص، مما يجعله مركزاً حيوياً للتعليم الطبي والخدمات الصحية.
مع استمرار هذا الزخم الأكاديمي، تسعى جامعة إدلب لأن تكون نموذجاً للتعليم العالي في مناطق النزاع، مستفيدةً من شراكاتها الدولية وتوسيع قدراتها البحثية، في خطوة تعكس إرادة أكاديمية تتحدى القيود وترسّخ حضورها في المشهد التعليمي الإقليمي والعالمي.


