رادار سوريا – دمشق
في أعقاب هزيمة القوات التي شنّت الهجوم على محافظة السويداء، والتي ضمّت عناصر من وزارة الدفاع ووزارة الداخلية التابعة للرئيس المؤقت أحمد الشرع، إلى جانب مجموعات مسلحة متطرفة، بدأت حملة تحريضية غير مسبوقة تستهدف أهالي السويداء، وُصِفَت بأنها حملة تخوين وتشهير جماعي تقودها شخصيات محسوبة على محور النظام الشرع وبعض الفصائل الرديفة له.

وقد انتشرت منشورات عبر منصات التواصل الاجتماعي وصفت أبناء السويداء بالخونة بسبب رفضهم للتدخلات وتصدّيهم للفصائل المسلحة التي شاركت في الهجوم. وبرز وسم “#قاطعوا_خونة_السويداء” ضمن دعوات تطالب بوقف التعامل التجاري والخدمي مع المحافظة.

منشورات على منصة إكس وتطبيق تلغرام تضمّنت تهديدات علنية ودعوات للمقاطعة، وترافقت مع حملات تشهير، كان من أبرزها:

في السياق، أعلنت شركات تحويل الأموال والخدمات اللوجستية في مناطق الشمال السوري (مثل الأندلس، الهرم، الشامل، كفا) وقف جميع عمليات التبادل مع السويداء، متذرعة بـ”الخيانة والتنسيق مع العدو”.

وقد قوبلت مزاعم أطراف الهجوم حول الانخداع أو الغدر بردود فعل واسعة وساخرة من متابعين مستقلين على وسائل التواصل، حيث كتب أحدهم تعليقًا ساخرًا انتشر على منصة إكس:
لاااا ما كوو شي 😉، بس من الديرالزور، حلب، إدلب، حمص، حماة ودمشق شنّوا هجمة بربرية دموية على السويداء، وقتلوا الأبرياء بلا رحمة 😡، ولما اندعسوا وهُزموا، طلعوا يقولوا انغدرنا! 😎
ويعكس هذا التعليق المزاج الشعبي الرافض لتبرير الاعتداء، وسط تأكيدات بأن ما جرى في السويداء كان دفاعًا مشروعًا عن النفس في وجه قوى مدججة بالسلاح والإيديولوجيا.
ويأتي هذا التصعيد بعد فشل محاولة النظام وحلفائه السيطرة على السويداء بالقوة، وانسحاب الفصائل المتطرفة إثر المقاومة الشعبية التي قادتها الفصائل المحلية في الجبل، ما اعتبره مراقبون صفعة مزدوجة لمشروع السيطرة المركزية.
هذه الحملة تعكس حالة إنكار من قبل الجهات الخاسرة في المواجهة، وتحمل خطابًا انتقاميًا ضد مكوّن اجتماعي وقف في وجه عسكرة السلطة، وأثبت استقلالية قراره. المقاطعة في هذه الحالة ليست سلوكًا اقتصاديًا، بل محاولة لعزل السويداء سياسيًا واجتماعيًا بعد انتصارها الرمزي والمعنوي.