قضية ميرا تهز الرأي العام: سبي النساء يعود إلى الواجهة وسط صمت رسمي وتبرير إعلامي

رادار سوريا – دمشق
تتحول قضية الفتاة العلوية ميرا جلال ثابت من بلدة المخطبية في ريف تلكلخ إلى رمز وطني جديد لمعاناة النساء السوريات تحت حكم الجماعات الدينية المتطرفة. الصور المتداولة والتي ظهرت فيها ميرا منقبة برفقة رجل متشدد تحت رقابة الشرطة، أثارت موجة غضب واسعة، وُصفت بأنها تعكس واقع سبي منظم يمارس على نساء الأقليات في مناطق سيطرة ما يُعرف بـ”الحكومة السورية الجديدة” بقيادة أحمد الشرع (الملقب بالجولاني). وبحسب تقارير ميدانية متقاطعة، اختُطفت ميرا من معهد إعداد المدرّسين في حمص أواخر نيسان، وتم إجبارها على ارتداء النقاب وتزويجها قسراً تحت غطاء “زواج شرعي”، بينما كانت عائلتها تبحث عنها دون جدوى وسط تضارب في الروايات الأمنية. والداها أُجبرا على التزام الصمت، بينما يواجهان ضغوطاً وصلت إلى الاعتقال بعد محاولتهما تقديم شكوى. ناشطون وإعلاميون اعتبروا أن ما جرى لميرا لا يمثل فقط مأساة شخصية بل فضيحة وطنية، ووصفوا سلوك الشرطة والأجهزة الأمنية بأنه “شرعنة للسبي والاغتصاب” تحت مظلة دينية، داعين إلى فتح تحقيق دولي في هذه الحادثة. وظهرت حملة تضامن إلكترونية تحت وسم #ميرجلالثابت، تطالب بمحاسبة المسؤولين وإنقاذ بقية الفتيات المختفيات قسراً في مناطق نفوذ السلطات الجديدة. في المقابل، خرجت أصوات إعلامية محسوبة على السلطات، مثل الإعلامية آسيا هشام، تحاول التقليل من أهمية الحادثة واعتبارها “حملة إعلامية من بقايا النظام السابق”، ما اعتبره كثيرون محاولة لتبرير سابقة خطيرة تهدد حقوق النساء السوريات في ظل واقع أمني وديني متشدد. منصة رادار سوريا تعيد التذكير بخطورة تفشي ظواهر مثل الزواج القسري والسبي الديني تحت مسميات “شرعية”، ويجدد دعوته لحماية النساء والفتيات في جميع المناطق دون تمييز، وضمان محاسبة كل من يتورط في جرائم الاختطاف والانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين.

Exit mobile version