رادار سوريا | في ظل التحديات المستمرة التي تواجه القطاع الصحي في سوريا، يواصل مركز الغوطة الصحي في حمص تقديم خدمات نوعية مجانية للمرضى من المدينة وضواحيها، مستهدفًا شرائح واسعة من المواطنين الذين يعتمدون بشكل أساسي على المراكز الصحية العامة لتلقي الرعاية الطبية.
يقع المركز ضمن مبنى مديرية صحة حمص، ويعمل وفق نموذج متكامل من الرعاية الصحية الأولية، حيث يستقبل أكثر من 1000 مراجع شهريًا، وفق تصريحات مدير المركز الدكتور حسام كوجان، الذي أشار إلى أن العيادات التخصصية تشمل الأمراض الداخلية، النسائية، الأطفال، الأسنان، العينية، النفسية، والإسعاف، بالإضافة إلى صيدلية مركزية توفر الأدوية الأساسية للمرضى.
يشكل المركز جزءًا من الجهود الحكومية لإعادة بناء نظام صحي متماسك في سوريا، حيث أوضح الدكتور محمد العبود، رئيس برنامج الصحة الإنجابية في المديرية، أن هناك خططًا لتوسيع الخدمات لتشمل وحدة عناية متكاملة للتحكم بسرطان عنق الرحم، وهو تطور هام في مجال الصحة الوقائية للمرأة.
أما في مجال رعاية الأطفال، أشار الدكتور زياد ليوس، مسؤول برنامج الرعاية الصحية المتكاملة للطفل، إلى أن المركز يطبق بروتوكولات صارمة لمتابعة التغذية وفقر الدم واللقاحات للأطفال حتى سن 5 سنوات، حيث يتم تقديم العلاج المبكر للحالات المرضية الحرجة، مما يعزز مفهوم التدخل الطبي المبكر.
في مجال طب الأسنان، أكدت الدكتورة رانيا عبود أن المركز يوفر خدمات متكاملة تشمل قلع الأضراس، الحشوات التجميلية، وعلاج العصب، مع إحالة الحالات الجراحية المعقدة إلى مشفى حمص الوطني. بينما أوضح الدكتور حسان عباس، أخصائي الداخلية، أن العيادة الداخلية تعمل على متابعة الأمراض المزمنة، وتزويد المرضى بالأدوية بشكل شهري، كاشفًا عن خطط لإضافة جهاز إيكو حديث لتعزيز التشخيص الدقيق.
وفي المجال النفسي، كشف الدكتور إسماعيل حسين، رئيس شعبة الصحة النفسية، أن العيادة تستقبل 25 مريضًا شهريًا، حيث تتم متابعة الحالات وتقديم العلاجات الدوائية اللازمة، في خطوة تعكس الاهتمام المتزايد بالصحة النفسية وسط الأزمات المستمرة.
على الرغم من التوسع المستمر في الخدمات، لا يزال المركز يواجه تحديات لوجستية وطبية مرتبطة بتوفير الأدوية والمعدات الحديثة، حيث يشير العاملون فيه إلى ضرورة تعزيز الإمدادات الطبية ورفع مستوى الدعم اللوجستي لضمان استمرار تقديم الخدمات للمجتمع المحلي.
