مستقبل سوريا في ميزان التحولات السياسية: اجتماع في الحسكة يناقش التحديات والفرص

رادار سوريا | عقد مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) ومنسقية القوى السياسية والمجتمعية في مدينة الحسكة اجتماعًا لمناقشة المستجدات السياسية في سوريا والتطورات الإقليمية التي تلقي بظلالها على مستقبل البلاد. الاجتماع، الذي حضره الرئيس المشترك لـ”مسد” الدكتور محمود مسلط والرئيس المشترك لمكتب العلاقات العامة السيد حسن محمد علي، شهد مشاركة واسعة من ممثلي الأحزاب والقوى السياسية في شمال وشرق سوريا.
خلال كلمته، أكد الدكتور محمود مسلط أن مناطق شمال وشرق سوريا تمثل ركيزة أساسية للحفاظ على الاستقرار في البلاد، مشددًا على ضرورة حماية مكتسبات الشعب السوري في ظل مرحلة سياسية حساسة. وأضاف أن الحوار مع دمشق لا يتم من موقع التبعية، بل من منطلق وطني يسعى إلى تحقيق وحدة البلاد وضمان سلام دائم.
الاجتماع انعقد في ظل واقع سياسي متغير أعقب سقوط نظام الأسد وسيطرة هيئة تحرير الشام على الحكم في دمشق، وتنصيب أحمد الشرع رئيسًا مؤقتًا، وسط مخاوف من شرعنة الهيمنة العسكرية وإقصاء القوى المدنية والسياسية. في هذا السياق، شدد المجتمعون على ضرورة الوصول إلى حل سياسي يعكس التعددية السورية، بعيدًا عن الإقصاء والتهميش، معتبرين أن أي عملية سياسية لن تكون ذات جدوى إن لم تشمل جميع المكونات دون استثناء.
بيان منسقية القوى السياسية والمجتمعية في الحسكة أدان الاعتداءات التركية المستمرة على مناطق شمال وشرق سوريا، محذرًا من أن أنقرة تحاول فرض واقع استعماري من خلال إقامة قواعد عسكرية داخل الأراضي السورية. التصعيد العسكري التركي، وفق البيان، لا يستهدف فقط مواقع عسكرية بل يمتد إلى البنية التحتية والمرافق الحيوية، كما هو الحال مع القصف المستمر على سد تشرين، الذي أدى حتى الآن إلى استشهاد 40 مدنيًا وإصابة أكثر من 250 آخرين، دون أي رد من الإدارة الجديدة في دمشق.
في ظل هذا المشهد المعقد، طالب المجتمعون بدعم مبادرة الإدارة الذاتية للتفاوض مع السلطة الحالية في دمشق، ووقف التدخلات العسكرية الخارجية، والعمل على إشراك كافة القوى السياسية والمجتمعية في صياغة مستقبل سوريا الجديد. الأزمة السورية لم تعد محصورة في الجغرافيا السياسية المحلية، بل تحولت إلى ساحة صراع إقليمي ودولي، حيث يبقى السؤال الأساسي مطروحًا حول مدى قدرة السوريين على تجاوز الانقسامات الداخلية وفرض رؤية وطنية جامعة، أو ما إذا كانت البلاد ستنزلق إلى مرحلة جديدة من الفوضى والتجاذبات السياسية.