دمشق تستضيف الدورة 23 من معرض أغريتكس: نافذة سورية لتعزيز الاستثمار الزراعي والبيطري في بيئة اقتصادية متقلّبة

رادار سوريا – دمشق
تنطلق غدًا الخميس فعاليات معرض أغريتكس الدولي للمستلزمات الزراعية والبيطرية في دورته الثالثة والعشرين لعام 2025، على أرض مدينة المعارض بدمشق، بمشاركة 142 شركة من سوريا وعدد من الدول الإقليمية، في حدث يُعد من أبرز الفعاليات السنوية المرتبطة بقطاع الزراعة والإنتاج الحيواني في البلاد.
المعرض، الذي تنظمه شركة أتاسي لتنظيم المعارض بالتعاون مع وزارة الزراعة واتحاد الغرف الزراعية ونقابة الأطباء البيطريين، يمتد حتى 29 حزيران الجاري، ويجمع طيفًا واسعًا من الشركات العاملة في مجالات الأدوية البيطرية، الأعلاف، اللقاحات، المبيدات، أنظمة الري، البذور، الأسمدة، والتقنيات الحديثة المخصصة للقطاع الزراعي.
ويأتي تنظيم المعرض في وقت يشهد فيه القطاع الزراعي السوري ضغوطًا متصاعدة بسبب تداعيات الحرب وتراجع الدعم الحكومي وارتفاع تكاليف الإنتاج، إلا أن مدير الاقتصاد والتخطيط الزراعي الدكتور سعيد إبراهيم أكد في تصريح خاص أن المعرض يشكل “منصة استراتيجية لسوريا”، لا سيما من حيث تعزيز الأمن الغذائي، جذب الاستثمارات، وتحديث البنية الإنتاجية من خلال التقنيات المتطورة.
وبينما أشار مدير شركة أتاسي، غازي الأتاسي، إلى أن المعرض يستقطب هذا العام شركات من تركيا والأردن والسعودية ولبنان، اعتبر مراقبون أن ذلك يعكس عودة تدريجية لحضور إقليمي في المشهد الزراعي السوري، رغم العقوبات والعزلة التجارية الجزئية المفروضة.
بحسب إبراهيم، فإن المعرض لا يقتصر على عرض المنتجات، بل يوفر مساحة لتبادل الخبرات، وتشكيل شراكات بين المستثمرين والمهندسين الزراعيين والمزارعين، في محاولة لربط البحث العلمي بالتطبيق العملي، ومواجهة التحديات البيئية والاقتصادية بمنهجية مستدامة.
الرعاية الذهبية للمعرض هذا العام تعود لمجموعة الرشيد التجارية، وهي واحدة من أبرز الشركات العاملة في مجال تجارة الأعلاف والمواد الخام، وتغطي أسواقًا في سوريا والعراق ولبنان وتركيا، ما يمنح الحدث بعدًا إقليميًا إضافيًا.
وتُعوّل الجهات المنظمة على أن يشكّل المعرض فرصة لإعادة تأهيل القطاع الزراعي كأحد أركان الاقتصاد السوري البديل، في ظل تراجع القطاعات الصناعية والخدمية، ومحاولة الدولة فتح نوافذ محدودة أمام الاستثمار الخارجي في بيئات محسوبة.