واشنطن تايمز: لماذا يجب على واشنطن دعم “ممر الحرية” بين الأكراد والدروز؟

رادار سوريا – واشنطن | خاص
نشرت صحيفة The Washington Times مقالًا تحليليًا للخبير في شؤون كردستان والشرق الأوسط لقمان رادبي، يدعو فيه الولايات المتحدة إلى دعم إنشاء “ممر حرية” يربط مناطق الإدارة الذاتية الكردية شمال شرق سوريا بمحافظة السويداء جنوب البلاد، لحماية الدروز من المجازر، وكبح التمدد الإيراني، وتأسيس محور مستقر يضم الأكراد والدروز وإسرائيل.
اقتراحٌ قديم… لحظة تطبيقه الآن
يشير الكاتب إلى أن الفكرة ليست جديدة، إذ سبق أن طرحها المستشار السابق للرئيس دونالد ترامب وليد فارس عام 2009 أمام الكونغرس، داعيًا إلى ممر آمن من أبو كمال إلى الجولان يمر قرب قاعدة التنف الأميركية. واليوم، بعد مجازر السويداء وعودة الخطاب الإقصائي، يرى رادبي أن الوقت قد حان لتحويل هذه الرؤية إلى سياسة فعلية.
القيادة الروحية للطائفة الدرزية طالبت رسميًا بفتح هذا الممر نحو مناطق “إخواننا الأكراد”، وقد تواصلت مع قائد قوات سوريا الديمقراطية الجنرال مظلوم عبدي، الذي وافق من حيث المبدأ وبدأ بإرسال مساعدات إنسانية إلى السويداء. لكنّ التنفيذ يتطلب دعمًا أميركيًا وإسرائيليًا مباشرًا.
فوائد استراتيجية: من الجولان إلى البحر المتوسط
يشدد التقرير على أن هذا الممر سيحقق جملة أهداف استراتيجية:
- وقف المجازر الطائفية بحق الأقليات غير الموالية للنظام الجديد.
- تأمين تواصل مباشر بين إسرائيل والدروز والأكراد، وهم حلفاء طبيعيون للغرب.
- قطع طريق إيران البري بين العراق وسوريا ولبنان، وهو هدف مشترك أميركي-إسرائيلي.
- إعادة رسم الجغرافيا السياسية لسوريا عبر ممر يمتد بين قوتين علمانيتين: الأكراد في الشمال والدروز في الجنوب.
بديل عن “الاسترضاء”
ينتقد رادبي ما وصفه بسياسة “الاسترضاء الغربي”، حيث سارعت أوروبا إلى رفع العقوبات والاعتراف بالقيادة الجديدة في دمشق خوفًا من عودة الإسلاميين أو لضمان عودة اللاجئين. لكن النتائج كانت واضحة: المزيد من المجازر، المزيد من النزوح، وغياب أي مشروع سياسي شامل.
ويحذّر الكاتب من أن ترك الأكراد والدروز بلا حماية أميركية سيكون خيانة للتحالفات التي أسهمت في هزيمة تنظيم داعش، وستعرّض مكتسبات واشنطن العسكرية والسياسية للانهيار.
الكيان الكردي كنموذج
يذكّر المقال بأن الإدارة الذاتية الكردية، رغم الحروب والحصار التركي، أثبتت خلال 13 عامًا قدرتها على بناء نظام تعددي يضم الأكراد والمسيحيين والعرب والإيزيديين. وعلى عكس حكومة دمشق، لم ترتكب مذابح، بل بنت مؤسسات مستقرة. ويضيف أن الممر سيكون رئة إنقاذ للمجتمع الدرزي، الذي يتعرض اليوم للإبادة بصمت دولي.
رسالة أخيرة لواشنطن
“الممر ليس مجرّد شريان إنساني، بل مشروع سياسي وأمني طويل الأمد”، يقول رادبي، محذرًا من أن كل أسبوع تأخير يعني مزيدًا من الدماء، ومزيدًا من التمدد الإيراني.
ويختم: “هناك فرصة سياسية نادرة… ويجب أن تنتقل فكرة ممر الحرية من الورق إلى الواقع قبل فوات الأوان.”
المقال يعيد طرح فكرة استراتيجية مهملة قد تغيّر معادلة سوريا والشرق الأوسط، وتمنح الأقليات الداعمة للغرب فرصة للبقاء، ولإعادة صياغة النظام السوري نحو الفيدرالية والمحاسبة.