أخبار العالم

صحيفة WeLT الألمانية نشوة العنف - الرئيس السوري المؤقت يفقد السيطرة

رادار سوريا – برلين

نشرت صحيفة “WeLT” الألمانية تقريرًا موسّعًا للصحفي المتخصص في مناطق النزاع ألفريد هاكنسبرغر، تحت عنوان: “نشوة العنف – الرئيس السوري المؤقت يفقد السيطرة”. التقرير يرصد بتفاصيل صادمة المجازر التي تعرّض لها أبناء الطائفة الدرزية في محافظة السويداء، ويكشف تحول موقف واشنطن وعودة الشكوك في شرعية الرئيس المؤقت أحمد الشرع بعد سلسلة انتهاكات دموية استهدفت الأقليات.

ووفقًا للتقرير، فإن الشرع، الذي تولى الحكم أواخر العام الماضي مدعومًا من هيئة تحرير الشام (HTS)، فتح “صندوق باندورا” بإشادته العلنية بهجمات القبائل السنية البدوية على قرى درزية، واصفًا المهاجمين بأنهم “أبطال” تصدّوا لما سمّاه “عصابات درزية إجرامية”. وهو ما اعتُبر تحريضًا علنيًا على تصعيد طائفي، دفع آلاف المقاتلين من القبائل لاجتياح مناطق درزية جنوب دمشق.

مجازر موثقة وجرائم ممنهجة

بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الاشتباكات التي بدأت في 13 تموز/يوليو أسفرت عن مقتل أكثر من 1200 شخص، بينهم 28 امرأة، 8 أطفال، ومسنّ واحد، فيما جرى إعدام ما لا يقل عن 200 مدني ميدانيًا. كما تم تدمير أكثر من 20 قرية درزية، ونهب آلاف السيارات والمنازل، في ما وصفته مراسلة بريطانية من داخل السويداء بـ”نشوة العنف المطلقة”.

تقرير “WeLT” يشير إلى أن عناصر من الجيش السوري النظامي شاركوا في هذه الهجمات إلى جانب مقاتلي القبائل، في ظل غياب شبه كامل للحكومة عن المشهد الميداني. وعلى الرغم من إعلان الشرع أن “الحكومة مسؤولة عن أمن المنطقة”، فإن وقف إطلاق النار لم يتحقق إلا بعد تدخل أمريكي مباشر يوم الإثنين الماضي.

تدخل إسرائيلي وقلق أمريكي

ويسلط التقرير الضوء على الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع للنظام في السويداء ودمشق، مشيرًا إلى أن تل أبيب بررت هذه الضربات بكونها “الطريقة الوحيدة لوقف المجازر ضد الدروز”، وهم أقلية يُقدّر عددهم في إسرائيل بـ150 ألفًا.

التقرير يضيف أن هذه المجازر تأتي بعد مجزرة أخرى في آذار/مارس الماضي، راح ضحيتها أكثر من 1700 من الطائفة العلوية في الساحل السوري، مما يطرح تساؤلات جدية حول فقدان الحكومة السيطرة، وانهيار الوعود التي أطلقها الشرع حول شمولية الحكم واحتواء كل الطوائف.

الشرع تحت الضغط الأميركي

التقرير يبرز التحوّل الواضح في موقف واشنطن، التي كانت قد أزالت اسم الشرع من قائمة الإرهابيين ورفعت عنه المكافأة التي كانت مرصودة لاعتقاله، وأخرجت HTS من قوائم الإرهاب. لكن بعد أحداث السويداء، صدرت تصريحات أميركية أكثر حدّة، منها تصريح وزير الخارجية ماركو روبيو الذي دعا إلى “إنهاء الاغتصاب وذبح الأبرياء”، مشددًا على ضرورة محاسبة جميع المتورطين، حتى من داخل الحكومة.

كما دعا النائب الجمهوري أبراهام حمادة إلى إعادة تقييم شرعية الحكومة، قائلاً إن استمرار الدعم الأميركي مشروط بـاستعادة النظام وحماية جميع المواطنين.

الشيخ حكمت الهجري في مرمى الدعاية

التقرير الألماني يشير أيضًا إلى تصعيد دعاية النظام ضد المرجع الروحي الأعلى للطائفة الدرزية، الشيخ حكمت الهجري، واتهامه كذبًا بالسعي لتأسيس دولة درزية مستقلة وقيادة ميليشيات مسلحة ضد الدولة. في المقابل، يؤكد التقرير أن الهجري لم يتجاوز دوره الروحي، وإن كان قد طالب إسرائيل بالتدخل لحماية المدنيين، ورفض الاعتراف بشرعية حكومة HTS.

تداعيات قادمة

في ختام تقريره، يحذّر هاكنسبرغر من أن خطاب تقسيم سوريا الذي تستخدمه حكومة الشرع لتبرير استهداف الدروز قد يُستخدم قريبًا ضد الأكراد، الذين يشكّلون ثلث سكان البلاد ويديرون مناطق شمال وشرق سوريا ضمن إطار إداري ذاتي.

تقرير “WeLT” يُعدّ بمثابة وثيقة دولية تُدين الصمت الرسمي عن جرائم كبرى تهدد مستقبل سوريا وموقعها الدولي، ويفتح الباب أمام إعادة تقييم شرعية الحكومة المؤقتة في المحافل الغربية.

المصدر
صحيفة WeLT الألمانية نشوة العنف - الرئيس السوري المؤقت يفقد السيطرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

رادار سوريا