واشنطن تسلّم دمشق قائمة شروط مقابل تخفيف جزئي للعقوبات.. وتشمل ملفات حساسة أبرزها القيادة الأجنبية والأسلحة الكيميائية

رادار سوريا – كشفت مصادر دبلوماسية وأمنية أن الولايات المتحدة سلّمت الحكومة السورية المؤقتة، برئاسة أحمد الشرع، قائمة مطالب مشروطة بتخفيف جزئي للعقوبات المفروضة على البلاد، في أول اتصال رسمي رفيع المستوى بين الطرفين.
وبحسب ما أفاد به ستة مسؤولين أميركيين ودوليين، جرى اللقاء بين ناتاشا فرانشيسكي، نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون سوريا وبلاد الشام، ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، على هامش مؤتمر بروكسل للمانحين في 18 آذار/مارس الجاري.
وتضمنت المطالب الأميركية ما يلي:
🔻 تدمير ما تبقى من مخزونات الأسلحة الكيميائية في سوريا.
🔻 رفض تعيين مقاتلين أجانب في مناصب قيادية ضمن هياكل الدولة، وذلك بعد تعيين مقاتلين من جنسيات تركية وأردنية وأويغورية في وزارة الدفاع، ما أثار قلقاً أميركياً ودولياً.
🔻 تعيين ضابط اتصال رسمي لمساعدة واشنطن في البحث عن الصحفي الأميركي المفقود أوستن تايس.
🔻 تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.
🔻 عدم إقامة أي علاقة مع حماس أو الجهاد الإسلامي أو أي فصائل فلسطينية مشابهة.
🔻 دعم علني للوجود العسكري الأميركي في سوريا، ضمن إطار مكافحة الإرهاب.
🔻 الاعتراف بحق واشنطن في تنفيذ عمليات استهداف شخصية ضد من تصنفهم “إرهابيين” داخل الأراضي السورية.
🔻 تحمّل الحكومة السورية المؤقتة مسؤولية المحتجزين في مخيم الهول.
🔻 التزام كامل بوقف أي نشاطات “متطرفة” داخل سوريا.
وفي المقابل، وعدت واشنطن بتقديم تخفيف جزئي للعقوبات الاقتصادية في حال تنفيذ الشروط، دون تقديم جدول زمني أو تفاصيل دقيقة عن طبيعة هذا التخفيف، وسط حاجة سورية ماسة لإنعاش الاقتصاد بعد أكثر من ١٤ عاماً من الحرب والعقوبات.
وأشار دبلوماسيون مطّلعون إلى وجود انقسام داخل الإدارة الأميركية حيال التعامل مع القيادة السورية الجديدة، إذ تدفع وزارة الخارجية إلى تبنّي نهج عملي مرن، فيما يعارض البيت الأبيض أي خطوات تطبيع، مستنداً إلى “خلفية الجولاني الجهادية” قبل تحوله السياسي.
الملف السوري بات، مرة أخرى، ساحة جدل داخل البيت الأبيض، خصوصاً بعد تصريحات وزير الخارجية ماركو روبيو التي دان فيها هجومًا على قوات الأمن في غرب سوريا، متهمًا “الجهاديين الأجانب” بالوقوف وراء المجزرة، داعياً الحكومة السورية المؤقتة إلى محاسبة الجناة. هذا التصريح فجر نقاشاً بين الخارجية والبيت الأبيض حول كيفية صياغة الموقف الأميركي.
من جهة أخرى، نقلت رويترز أن إسرائيل لا تزال تضغط على واشنطن للإبقاء على سوريا في حالة “ضعف وانقسام”، وسط تباين في المواقف بين تل أبيب وبعض دوائر صنع القرار الأميركية.