رادار سوريا – دمشق
في لقاء يعكس التوجّه نحو ترسيخ خطاب إعلامي عقلاني ومتصالح مع متطلبات المرحلة الانتقالية، استقبل وزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى وفداً من “المنتدى السوري” برئاسة الأستاذ غسان هيتو، حيث جرت مناقشة سبل التعاون الإعلامي في دعم مشاريع السلم الأهلي وتعزيز القيم الوطنية الجامعة.
الوزير المصطفى شدد على ضرورة تجاوز الاصطفافات الخطابية القديمة لصالح إعلام يقوم على المواطنة والمساواة، داعياً إلى عقلنة الخطاب الإعلامي في مواجهة ما وصفه بـ”خطاب الكراهية”، الذي قال إنه يتفاقم في الحالة السورية تحت تأثير ظروف سياسية واقتصادية معقدة، أبرزها العقوبات التي تحدّ من قدرة المؤسسات الرسمية على مواجهة حملات التضليل الرقمي.
واستعرض الوزير واقع الوزارة قبل ما وصفه بـ”التحرير”، مشيراً إلى أنها كانت تعاني من اختلالات تشغيلية وبنية تقنية مهترئة، بينما تعمل اليوم على استعادة دورها المؤسسي عبر مشاريع نوعية، منها إطلاق القناة الإخبارية السورية وتعزيز نشاط وكالة الأنباء الرسمية “سانا”. وكشف عن خطة استراتيجية لتشكيل مجموعات إعلامية وطنية من القطاعين العام والخاص، ومعالجة العقبات البيروقراطية التي تعيق التطوير الإعلامي.
من جهته، عرض الأستاذ غسان هيتو ملامح رؤية المنتدى السوري التي تستند إلى خمسة مسارات عمل رئيسية تشمل التعليم، والتمكين الاقتصادي، والسياسات العامة، والمناصرة الدولية، والمشاريع الخدمية، مشيراً إلى أن التعاون مع وزارة الإعلام سيساهم في دعم هذه الرؤية، خصوصاً في إطار مبادرات التوعية والتدريب التي يقترح المنتدى تنظيمها تحت شعار “دولة مجتمع – بناء واستقرار”.
اللقاء يشكّل مؤشراً إضافياً على تحوّل تدريجي في مقاربة الإعلام الرسمي لقضايا ما بعد النزاع، ويعكس اتجاهاً نحو الانفتاح على مبادرات المجتمع المدني ضمن مسار إعادة تشكيل العقد الاجتماعي في سوريا الجديدة.