يوسف اللباد يُقتل تحت التعذيب في سجون "الشرع".. موجة غضب ومطالبات بمحاسبة المسؤولين

رادار سوريا – دمشق
في واقعة أعادت تسليط الضوء على الانتهاكات المتواصلة داخل مراكز الاحتجاز، توفي الشاب السوري يوسف اللباد، العائد حديثًا من ألمانيا، تحت التعذيب بعد أيام فقط من توقيفه في دمشق دون توجيه تهمة، بحسب ما أفاد به “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.
وفي منشور نعي مؤثر، قالت زوجته سندس عثمان:
“كل مكان بجسمه فيه آثار للتعذيب، وأنا زوجي ما صار له غير يومين راجع عبلده اللي عأساس صار فيها أمان… أنا بطالب بحق زوجي وحق أولادي ولازم كل حدا عنده ضمير وذرة إنسانية يطلع ويطالب بحقه”.
وأضافت:
“إذا سكتوا عن حقه، رح يجي دور شبابكم وأولادكم… دم يوسف لازم يطالب بحقه، وما بصير يضيع“.
المنشور أثار تعاطفًا واسعًا ودفع عشرات الناشطين للتضامن مع العائلة تحت وسم:
#طالبوا_بحق_الشهيد_يوسف_لباد

اللباد، المنحدر من حي القابون الدمشقي، وصل إلى سوريا بعد غياب دام 13 عامًا، لكنه اعتُقل في اليوم التالي لوصوله من محيط المسجد الأموي، ثم سُلّم جثمانه لاحقًا إلى عائلته وعليه آثار تعذيب واضحة، وفق شهادات ذويه، بما في ذلك كدمات وجروح منتشرة في أنحاء جسده.
في المقابل، خرجت وزارة داخلية الحكومة الانتقالية برواية وُصفت من قبل أسرة اللباد بأنها “مثيرة للسخرية”، حيث زعم قائد الأمن الداخلي في دمشق، العميد أسامة محمد خير عاتكة، أن الشاب كان في “حالة نفسية غير مستقرة”، و”أقدم على إيذاء نفسه” أثناء احتجازه، دون تقديم أي دليل طبي أو قضائي يدعم تلك المزاعم.
الرواية الرسمية أثارت موجة غضب على منصات التواصل، وسط مطالبات حقوقية وشعبية بفتح تحقيق مستقل ومحاسبة المسؤولين عن الجريمة، لا سيما في ظل تقارير موثقة تشير إلى مقتل 45 شخصًا تحت التعذيب منذ مطلع العام، معظمهم من المدنيين.
عودة اللباد إلى بلده الأم، التي ظن أنها باتت أكثر أمنًا بعد سقوط النظام السابق، انتهت بجنازة صامتة وجثة محطّمة، بينما تتوالى روايات رسمية تهدف إلى تبرير القمع بدلًا من الاعتراف به.