تكليف أسامة القاضي مستشارًا اقتصاديًا رغم ظهوره مع زاهر الساكت صاحب دعوات إبادة الكرد يشعل الغضب الشعبي في سوريا

رادار سوريا – دمشق
أثار قرار وزير الاقتصاد والصناعة في الحكومة السورية، الدكتور نضال الشعار، بتكليف الدكتور أسامة القاضي مستشارًا اقتصاديًا أول للوزارة، موجة غضب عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الأوساط الحقوقية، وذلك بعد تداول واسع لفيديو وصور تجمع القاضي بالعميد المنشق زاهر الساكت، الذي سبق أن أطلق دعوات علنية لإبادة الكرد في حي الشيخ مقصود بحلب.

الخطوة، التي رُوّج لها رسميًا عبر منشور للقاضي عبّر فيه عن شكره للوزير على “الثقة الغالية”، لم تمر مرور الكرام، إذ سارع ناشطون ومراقبون إلى استحضار تسجيلات سابقة يظهر فيها القاضي إلى جانب الساكت، المعروف بتصريحاته الطائفية والعنصرية، واصفين هذا التكليف بأنه “وصمة أخلاقية في سجل الحكومة السورية الجديدة”، خصوصًا في وقت تسعى فيه البلاد إلى بناء مؤسسات تستند إلى مبادئ العدالة والشفافية والمحاسبة.

العميد زاهر الساكت، الذي ترأس ما يُعرف بمركز توثيق الكيماوي التابع للمعارضة، يقيم حاليًا في بلجيكا، وقد وُجهت له دعوات قضائية في السابق بسبب تحريضه العلني على “قتل الكرد”، الأمر الذي أثار تساؤلات قانونية حول مدى ملاءمته للظهور في أي سياق رسمي أو وطني، فما بالك أن يكون ضيفًا في مشهد يوثّق تكليفًا رسميًا.

المثير للجدل أن التكليف لم يصدر فقط دون مراعاة لهذه الخلفية المثيرة للشبهات، بل جاء في لحظة سياسية دقيقة تحاول فيها الحكومة الجديدة استعادة ثقة الشارع السوري، لا سيما المكونات المجتمعية التي عانت من التهميش أو الاستهداف، وعلى رأسها المجتمع الكردي.

وفي حين لم يصدر أي تعليق رسمي حتى الآن من الوزارة بشأن الجدل المتصاعد، اعتبر ناشطون أن هذه الواقعة تمثل اختبارًا حقيقيًا لجدية الحكومة في الالتزام بمبادئ المساءلة وعدم التسامح مع التحريض على الكراهية القومية أو الدينية، محذرين من أن “السكوت في مثل هذه اللحظات يساوي التواطؤ”.