الداخلية السورية تنشر رواية مفبركة حول الهجوم على كنيسة مار إلياس
رادار سوريا – دمشق
في مؤتمر صحفي عقدته وزارة الداخلية السورية اليوم، أعلنت الأخيرة عن تفاصيل ما وصفتها بـ”عملية نوعية” بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة، قالت إنها أدّت إلى تفكيك خلية تابعة لتنظيم داعش، مسؤولة عن تنفيذ الهجوم الانتحاري الذي استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق، وأسفر عن عشرات الشهداء والمصابين.
وبينما تبنّت الحكومة رواية مفادها أن الانتحاريين تسللوا من مخيم الهول عبر البادية السورية بدعم من قيادي في داعش يُدعى أبو عماد الجميلي، شكّك نشطاء وخبراء أمنيون في دقة هذه التفاصيل، مشيرين إلى أن الزجّ بمخيم الهول في هذه السردية لا يستقيم مع الوقائع الميدانية المعروفة.
ووفق عدد من النشطاء المستقلين الذين علّقوا على الرواية عبر منصات التواصل، فإن مخيم الهول لا يضم مقاتلين بالغين من عناصر تنظيم داعش، بل يأوي نساء وأطفالًا من عوائل التنظيم، بينما يُحتجز المقاتلون الذكور البالغون في سجون مغلقة ومنفصلة مثل سجن الصناعة في الحسكة وسجن غويران، وهما خارج إطار المخيم. واعتبر هؤلاء أن ربط الهجوم بالمخيم محاولة لصناعة مخرج إعلامي يبرّر خرقًا أمنيًا غير مبرر في قلب العاصمة.
وفيما روّج صحفيون محسوبون على السلطات، من بينهم قتيبة ياسين، للرواية الرسمية دون تدقيق، أعاد النشطاء التذكير بأن الحكومة السورية غالبًا ما تخلط بين المرافق الأمنية الفعلية كمراكز الاحتجاز، والمخيمات الإنسانية التي تضم عوائل المقاتلين، في محاولة لبناء سردية أمنية تخدم روايتها، حتى ولو على حساب المصداقية.
الجدير بالذكر أن تفاصيل الرواية التي قدمتها وزارة الداخلية تضمنت عناصر وصفها مراقبون بأنها مركبة ومفتقرة إلى التوثيق الميداني المباشر، خاصة ما يتعلق بـ”تحييد انتحاري ثانٍ” كان في طريقه إلى مقام السيدة زينب، و”تفكيك مستودعات سلاح في دمشق”، دون أي عرض بصري أو توثيق للمواد المصادرة.
الهجوم الذي وقع في 22 حزيران داخل كنيسة مار إلياس لا يزال يثير صدمة واسعة في دمشق، لكن استخدام هذه الفاجعة لصياغة روايات أمنية مشكوك بها، قد يهدد بتقويض الثقة العامة، ويعيد الجدل حول ضعف منظومة الردع والإنذار المبكر في العاصمة.