الشرع في الذكرى الأولى للتحرير: السوريون أثبتوا أن النصر مجرد بداية لبناء الدولة الجديدة

رادار سوريا – دمشق
وجه الرئيس المؤقت أحمد الشرع كلمة وطنية جامعة في احتفالية الذكرى السنوية الأولى للتحرير في قصر المؤتمرات بدمشق، هنأ فيها الشعب السوري بمختلف مكوناته، مؤكداً أن هذا اليوم يشكل محطة مفصلية في تاريخ البلاد وبداية مرحلة جديدة تقوم على العدل والمواطنة والنهضة الشاملة.
وأشار الرئيس الشرع إلى أن سقوط النظام البائد أنهى عقوداً من الاستبداد والظلم والانقسام، وفتح الباب أمام سوريا جديدة تستعيد دورها الطبيعي في محيطها العربي والإقليمي والدولي. وأضاف أن الشام التي حاول الطغيان طمس هويتها ونهضتها «عادت من جديد، قوية بأهلها وإيمان شعبها وإرادته».
وفي خطابه، وجه الشرع تحية إلى «الأبطال الذين حرروا البلاد والأمهات الصابرات وأسر الشهداء والمفقودين»، مؤكداً أن تضحيات السوريين ستبقى أساس بناء الوطن. وأوضح أن حقبة النظام السابق كانت «صفحة سوداء» قائمة على الإفقار والفساد وقمع الحريات، وأن الشعب السوري اليوم يطوي تلك الصفحة إلى غير رجعة.
وأوضح الرئيس الشرع أن التحرير لم يكن نهاية المعركة، بل بداية مرحلة جديدة من العمل والإصلاح، تقوم على مطابقة الأقوال بالأفعال، وبناء دولة حديثة قوامها العدالة والشفافية والمحاسبة. وكشف أن الحكومة المؤقتة قامت منذ اللحظة الأولى بوضع رؤية واضحة لسوريا الجديدة، وتفعيل الدبلوماسية السورية لتغيير الصورة الخارجية للبلاد وإعادة بناء الثقة الدولية.
وعلى المستوى الاقتصادي، أكد الشرع أن سوريا عقدت شراكات استراتيجية في مجالات الطاقة والموانئ والمطارات والعقارات والاتصالات، مما أسهم في تعزيز التعافي وخلق فرص العمل وتحسين الوضع المعيشي. كما أعلن دمج القوى العسكرية في جيش وطني موحد، خطوة اعتبرها أساسية لترسيخ الأمن والاستقرار.
وفي ما يخص العدالة الانتقالية، شدد الشرع على التزام الدولة بمحاسبة كل من ارتكب جرائم بحق الشعب السوري، مع ضمان حقوق الضحايا وكشف مصير المفقودين باعتبارها قضية وطنية لا تقبل المساومة. وأضاف أن حق المعرفة والمساءلة أساس لبناء الثقة بين المواطن والدولة وضمان عدم تكرار الانتهاكات.
وخاطب الرئيس الشرع السوريين قائلاً: «لقد أثبتم للعالم أن النصر مجرد بداية. تعالوا نكمل الحكاية… حكاية شعب صمد وصبر فأعزه الله ونصره». ودعا إلى جعل النصر مسؤولية وطنية تُترجم عملاً وعدالة ورحمة، من أجل أن تنهض سوريا إلى مصاف الدول المتقدمة.




