الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا

قوات سوريا الديمقراطية في الذكرى الأولى لسقوط النظام: صفحة جديدة تُفتح ومسار وطني يتطلب شراكة ورفضاً لعودة الطغيان

رادار سوريا – الحسكة
أصدرت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية بياناً بمناسبة الذكرى الأولى لسقوط النظام السابق، وجّهت خلاله رسائل سياسية ومجتمعية واسعة إلى الشعب السوري وإلى مكونات شمال وشرق سوريا، مؤكدة أن سقوط النظام كان محطة تاريخية أنهت عقوداً من الاستبداد والعنف المنهجي وفتحت الباب أمام بناء دولة قائمة على الحرية والعدالة والديمقراطية.

وأوضح البيان أن مناطق شمال وشرق سوريا كانت الساحة الأولى التي كسرت فيها قبضة النظام الأمنية والعسكرية منذ عام 2012، حيث واجه الأهالي حملات القمع وأسسوا نموذجاً إدارياً ديمقراطياً كان نواةً للعمل المشترك الذي أسهم لاحقاً في تشكيل قوات سوريا الديمقراطية. وأكد أن هذه القوات خاضت معارك التحرير والدفاع وهزيمة الإرهاب ضمن منظومة وطنية ومهنية.

وشدد البيان على أن سقوط النظام لم يكن حدثاً عابراً، بل بداية لمرحلة سياسية واجتماعية جديدة تتطلب تثبيت دعائم الاستقرار، وإعادة بناء المؤسسات، وتوحيد الجهود الوطنية بعيداً عن التهديدات والضغوط التي تقودها مجموعات مرتبطة بالنظام البائد أو القوى التي تسعى لإعادة إنتاج الاستبداد عبر خطاب الكراهية والتقسيم.

وأشارت قيادة قوات سوريا الديمقراطية إلى أن جرائم النظام السابق التي امتدت لعقود تركت آثاراً عميقة في المجتمع السوري، من الاعتقال والتعذيب إلى القمع الأمني والتهجير الواسع، مؤكدة أن ذاكرة السوريين ما زالت تحمل تلك الانتهاكات التي لا يمكن تجاوزها دون مسار واضح للعدالة الانتقالية والمحاسبة، ومعالجة ملفات الضحايا والمفقودين بوصفها أولوية وطنية لا تقبل التأجيل.

وأكد البيان أن سقوط النظام منح السوريين فرصة تاريخية لإعادة بناء دولتهم على أسس جديدة، وأن المرحلة تتطلب حواراً وطنياً شاملاً يطوي صفحة الإقصاء ويؤسس لعقد اجتماعي جديد يضمن الحقوق والحريات والمساواة ويمنع أي محاولة لعودة الاستبداد.

كما شددت قوات سوريا الديمقراطية على التزامها بالدفاع عن الشعب في شمال وشرق سوريا ضد أي اعتداء، مؤكدة أن مقاتليها قدّموا نموذجاً وطنياً في حماية الأرض والشعب، وأن مسؤوليتها في هذه المرحلة الحساسة تتركز في حماية مكتسبات سنوات المقاومة.

وختم البيان بالتأكيد على أن مستقبل سوريا يبدأ اليوم، وأن البلاد أمام فرصة تاريخية لبناء دولة الحرية والعدالة والشراكة، دولة تليق بتضحيات الشهداء وصمود الملايين، بعيداً عن إرث النظام القديم وأدواته وأساليبه.

author avatar
هيئة التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

رادار سوريا