آراء

ريم بوقمرة: تسوية مع قسد وغرفة الجنوب مفتاح استقرار سوريا

ريم بوقمرة تسلط الضوء على ضرورة تحقيق الأمن الداخلي والعدالة الاجتماعية في سوريا لضمان الاستقرار والتصدي للتحديات الراهنة. وتؤكد أهمية المسؤولية الحكومية في حماية المواطنين وإيجاد حلول سريعة للملفات الأمنية.

لكي تكون سوريا جغرافيا آمنة لمحيطها ، على حكومتها أولا أن تحقق الأمن الداخلي ، لأن استتباب الأمن و التفاف الشعب على حكومته سيغلق كل أبواب التدخلات الخارجية التي قد تُدخل سوريا إلى دوّامة صراع النفوذ الدولي من جديد ..

و لا يمكن أن يتحقق الأمن الداخلي إلّا بتحقيق “العدالة الاجتماعية” و وضع أطر لتوضيح مسار “المصالحة” الذي تقترحه الحكومة ..

و هاذان ملفان أثبتت تجارب الدول الأخرى أنها ملفات شائكة و معقدة و قد يستغرق العمل عليها سنوات ( تحقيقات و إثباتات و جمع معلومات ، طبعا إذا تحدثنا عن مسار يحترم القانون و علويّته )

و لكن قبل هاذين الملفين ، هناك بعض القضايا التي تستوجب حلولا سريعة لتحقيق الأمن الداخلي الذي يرجوه الكل في الداخل والخارج ،

الأول أن تتعامل الحكومة بأكثر مسؤولية ، عملا بمبدأ ” من تحمّل المسؤولية يجب أن يكون أهلا لها ، و خادما لشعبه، كما أكد السيد الشرع في تصريحاته ( أنا خادمكم و ليس حاكمكم) ،

فاليوم يتعرض البعض لانتهاكات مستمرة بالسطو و الاختطاف كما حصل مع الأستاذة الجامعية رشا ناصر العلي و الطبيب الذي تمّ خطفه من عيادته في دمشق منذ أيام بطلب فدية أو غيرها ، قد تكون عمليات بلطجة و قد تكون عمليات فردية من عناصر تدّعي انتماءها للهيئة سابقا ، و لكن في كل الحالات ، تكرار هذه الاعتداءات يشير إلى حالة ارتباك أو عدم جهوزية أمنية يجب على الحكومة السورية إيجاد حلول عاجلة لها ..

قصص أخرى استمعت لها من بعض الأصدقاء في سوريا ممن لهم فرد من العائلة كان شرطيا أو جنديا سابقا ، التزم بقرارات الحكومة الحالية و توجه للمراكز لتسليم سلاحه بُغية إعادة إدماجه أو تسريحه ، يعود للمنزل و في نفس الليلة تقوم مجموعة من الملثمين بالزي العسكري بمداهمة بيته و اعتقاله للتحقيق معه ، استغربت الموضوع ، إلا أني استمعت لنفس القصة من أكثر من شخص ..

و أما التحدي الأكبر أمنيا للحكومة الحالية يتمثل في إيجاد تسوية مع “غرفة عمليات الجنوب” و “قسد” بشكل تام و نهائي و حقيقي و فعّال و على أسس صلبة… دون ذلك لن يتحقق الأمن الداخلي ، و هذا ما لا يرجوه الداخل السوري و لا محيطه و لا المنطقة التي تأمل تحقيق الاستقرار بعد كل سنوات التوتر و الاضطرابات التي مرّت بها ..

يستحق هذا الشعب حكومة في مستوى عراقته وطيبته و سنوات تحمّله .. وهذه الحكومة لديها الإمكانية لتحقيق ذلك بالتفاف كل من حولها..

مِن محبة لسوريا و أهلها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

رادار سوريا