ثقافة وفن

الإعلامي غسان إبراهيم يكسر ميثاق الشرف الصحفي: يوجّه اتهامًا مباشرًا بالخيانة لطرف درزي في النزاع السوري

في سابقة إعلامية خطيرة، خرج الإعلامي السوري غسان إبراهيم بتصريح علني يتّهم فيه أحد أطراف النزاع في السويداء بالخيانة، في خرق صارخ لميثاق الشرف الصحفي الذي يفرض على الإعلاميين التزام الحياد والامتناع عن تبني لغة التخوين، خاصة في النزاعات المعقدة والحساسة.

إبراهيم قال في تغريدته:

الجرائم التي تقوم بها ميليشيات العميل الهجري ضد البدو تُظهر أن ميليشيات الهجري مجرمة وخائنة، وهذا التصعيد سيدفع ثمنه سكان المنطقة من دوامة دم، الدروز والبدو، أهلنا! أوقفوا الرعب.

البيان قُوبل بموجة انتقادات حادة من نشطاء وصحفيين، حيث اعتبره البعض تحريضًا إعلاميًا، فيما حذر آخرون من أن توصيفات كهذه قد تُستخدم لاحقًا لتبرير أعمال انتقامية أو عسكرة خطاب الكراهية، في وقت تحاول فيه المبادرات المحلية تهدئة الأوضاع في الجنوب السوري.

هذا التصريح الذي وصفه مراقبون بـغير المسبوق صدر في وقت يشهد فيه جنوب سوريا حالة من التوتر، عقب فشل الهجوم العسكري الذي نفذته مجموعات تابعة لوزارة الدفاع وتنظيمات متطرفة على السويداء، ونجاح الأهالي في صد العدوان وتثبيت إدارة محلية مستقلة.

تصريحات إبراهيم، التي تجاهلت تعقيدات المشهد ومسؤوليات الأطراف الرسمية، تمثل خرقًا واضحًا للمعايير المهنية التي تلزم الإعلاميين بالحياد، خاصة في سياق النزاعات الداخلية. كما أنها تعكس انزلاقًا إعلاميًا نحو خطاب الكراهية، في وقت تتطلب فيه سوريا لغة تهدئة، لا تحريضًا سياسيًا وطائفيًا.

رادار سوريا تؤكد التزامها التام بالمبادئ الأساسية للصحافة المهنية، وفي مقدمتها ميثاق الشرف الصحفي الذي يُلزم العاملين في الحقل الإعلامي بالتحقق، والحياد، وتجنّب التحريض أو إصدار الأحكام المُسبقة بحق أي مكوّن اجتماعي أو ديني.

في أوقات النزاع، يتضاعف الدور الأخلاقي للإعلامي، فلا يصبح مجرد ناقل للمعلومة، بل يصبح طرفًا مؤثرًا في توجيه الرأي العام، وبناء التصورات الجماعية، وتهدئة التوترات أو تأجيجها. وأي استخدام للمنصات الإعلامية أو الشخصية للتحريض أو تخوين أحد أطراف النزاع يُعد تجاوزًا خطيرًا لأخلاقيات المهنة، ومخالفة لمعايير النزاهة، والموضوعية، واحترام التعدد الاجتماعي والسياسي.

من هذا المنطلق، تُدين رادار سوريا بوضوح أي خطابٍ يحمل طابع التخوين أو الشيطنة بحق جماعة محددة، وتدعو جميع المؤسسات الإعلامية والفاعلين الإعلاميين إلى إعادة تقييم خطابهم المهني، وضبطه وفق القيم الإنسانية، والضمير المهني، والحياد المسؤول، خاصة في اللحظات الحرجة التي تمر بها البلاد، حيث تكون الكلمة مسؤولة لا تقل أثرًا عن الرصاصة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

رادار سوريا