هيئة الإذاعة الدنماركية: العلويون يُقتلون على الأبواب بشكل مباشر

رادار سوريا: متابعات.
نشرت هيئة الإذاعة الدنماركية DR تقريرًا ميدانيًا يكشف عن انتهاكات خطيرة بحق المدنيين العلويين في سوريا، حيث تشهد المناطق الساحلية موجة عنف طائفي غير مسبوقة، وسط عمليات قتل وتهجير ممنهجة.
وبحسب التقرير، فإن آلاف العلويين السوريين فرّوا بشكل غير قانوني إلى لبنان خلال الأيام الماضية، هربًا من عمليات تصفية تستهدفهم في قراهم. ونقل التقرير شهادات مباشرة من لاجئين تحدثوا عن قتل عشوائي، حيث “يطرق المسلحون الأبواب، ثم يطلقون النار على من في الداخل”.
روايات صادمة عن المجازر
في بلدة لبنانية حدودية، تحدثت نهلة، وهي لاجئة سورية تحتضن طفلها الرضيع، عن قتل ابن عم زوجها، ما أجبرها على الفرار. وقالت إن قوات الأمن والميليشيات المسلحة تستهدف الرجال العلويين بشكل ممنهج، معتبرة أن العلويين جميعهم جزء من النظام.
من جهته، روى ذو الفقار، وهو شاب وصل إلى لبنان حديثًا، أنه شاهد جثثًا في الشوارع أثناء هروبه من طرطوس، وقال: “عشتُ بجوار قرى سنية لسنوات، لكنهم بدأوا بمهاجمتنا الآن”.
إعدامات وتصاعد الانتهاكات
وفقًا للتقرير، تُظهر مقاطع فيديو متداولة عمليات إعدام جماعي لمعتقلين علويين، إلى جانب مشاهد مروعة لأكوام من الجثث ومنازل تحترق. في إحدى اللقطات، يظهر شاب علوي أعزل مصابًا في ساقه قبل أن يتم إعدامه في درج أحد المباني.
كما تحدث التقرير عن دور النظام السابق في إبقاء العلويين في فقر متعمّد لاستخدامهم كوقود في المعارك، وفقًا لشهادات من جامعة طرطوس.
الحكومة الانتقالية تعترف بوجود تجاوزات
من جهتها، أقرت (الحكومة السورية الانتقالية)، بقيادة الرئيس أحمد الشراء، بوقوع انتهاكات، مؤكدة أنها فتحت تحقيقات في الأحداث. لكن وفقًا للتقرير، فإن العديد من السوريين يشككون في قدرة السلطات على ضبط الوضع، خاصة مع تصاعد نشاط الفصائل المسلحة وتورط مقاتلين أجانب.
إدانات دولية ومخاوف من تصاعد العنف
التطورات الأخيرة دفعت فرنسا إلى إدانة الجرائم المرتكبة بحق العلويين، فيما وصف المبعوث الأممي غير بيدرسن الوضع في سوريا بأنه “مثير للقلق العميق”.
وفي ظل هذه الظروف، تتزايد المخاوف من انزلاق البلاد إلى دوامة جديدة من العنف الطائفي، في وقت تحتاج فيه سوريا إلى الاستقرار للخروج من أزماتها المتراكمة.
لكن بالنسبة للاجئين مثل نهلة ، فإن فكرة العودة إلى الوطن لا تزال بعيدة المنال. تقول بقلق: “لا أعرف كيف يمكنني الشعور بالأمان إذا عدت”.


