أزمة امتحان الدكتوراه الموحّد تفجّر احتجاجات طلابية في كلية الطب بدمشق وسط جدل حول معايير الكفاءة

رادار سوريا – دمشق
تصاعدت حدّة الجدل الأكاديمي في الأوساط الجامعية السورية عقب اندلاع احتجاجات طلابية في كلية الطب البشري بجامعة دمشق، رفضاً لآلية الامتحان الموحّد لطلاب الدكتوراه في الطب، الذي اعتبره المحتجون عبئاً غير منصف في ظل اختلاف المناهج والمستويات التعليمية بين الجامعات السورية.

الطلاب الذين نظموا وقفة أمام وزارة التعليم العالي في الحكومة الانتقالية طالبوا بإلغاء الامتحان أو جعله اختيارياً، معتبرين أن صيغته الحالية والتي تشمل سبعة اختبارات مكثفة خلال أسبوعين لا تراعي الفوارق التعليمية والضغوط النفسية.

وفي استجابة سريعة، التقى معاونَا وزير التعليم العالي ممثلين عن الطلاب، مؤكدين انفتاح الوزارة على الحوار والاستماع إلى كل المطالب المحقة. غير أن مصادر طلابية تحدثت لرادار سوريا رأت في التحرك محاولة لامتصاص الغضب، وربطت الاحتجاجات بمساعي الوزارة لدمج الجامعات المتضررة من الحرب في الشمال السوري ضمن منظومة التعليم الموحدة.

بالمقابل، حذّر عدد من الأطباء والأكاديميين من تداعيات إلغاء الامتحان على مستوى الشهادة الطبية السورية، معتبرين أن الامتحانات الموحّدة معيار دولي لضمان الكفاءة المهنية. فيما رأى آخرون أن الأزمة تعكس فشلاً أعمق في التخطيط الأكاديمي والإدارة التعليمية بعد سنوات من الانقسام المؤسساتي.

يُشار إلى أن النقاش حول الامتحان الموحّد يتجاوز الجدل التقني إلى سؤال أوسع حول مستقبل التعليم الطبي في سوريا الجديدة، بين من يطالب بتحديث المعايير الأكاديمية ومن يخشى المساس بجودة المخرجات العلمية في قطاعٍ حساس يرتبط مباشرة بصحة الإنسان.

author avatar
هيئة التحرير
Exit mobile version