العريضي {{ليس هذا هو قدر السوريين}}

الدُّكتور يَحيى العَرِيضي – سِياسيّ وأَكادِيميّ سُوريّ

لن يكون قدر السوريين أن يحكمهم الطغيان حيناً، والإرهاب حيناً آخر. فما خرجوا بثورتهم ليبدّلوا قاتلاً بآخر، بل ليجتثّوا العبودية.واهمة هذه السلطة إذا كانت تريد من #السوريين أن يعتادوا القهر، أو أن يقبلوا بتحوّل رأس عصابة إلى حاكم شرعي. ربّما لا يدرك العابثون في التاريخ والجغرافيا أن ثورة المتجذّرين في سوريا شعلةٌ لا تنطفئ، وأن وعيهم التاريخي لا يُمحى.
حين صرّح #الجولاني عن “الانتقال من عقلية الثورة إلى عقلية الدولة”، كان من حيث لا يدري يقرّ بجريمة تُضاف إلى سجلّه المليء بالإجرام. لقد صدق القول، وكذب المعنى، فالثورة الحقيقية التي سرقها هي وحدها القادرة على بناء الدولة، لأنه بغيابها، يبني سلطة قائمة على الإرهاب و الإحرام؛ سلطةً تدار بالفساد، و تستمر بغياب القانون و بيع السيادة؛ فمن نشأ على منطق العصابة، و تغذّى على فكر الإرهاب، لا يمكن أن يكون مؤهلاً لبناء دولة. الدولة تُبنى بالعقد؛ لا بالغلبة؛ تُبنى بالقانون لا بالسلاح. و الشرعية تكتسب من الشعب، و ليس بالخوف.
رجل العصابة لا يؤمن بالمواطنة، بل بالولاء. و رجل الإرهاب لا يؤمن بالتعدد، بل بالقتل؛ فكيف لِمَن طعن الثورة في خاصرتها أن يتكلّم باسمها،وكيف لسفّاح أن يبني دولة؟ ليس في أفعال هكذا عصابة ما يدل على بناء دولة، فكل ما يمارسونه منذ استيلائهم على السلطة هو عملية ممنهجة لهدم ما تبقى من هذه الدولة.
•الدولة تقوم على المؤسسات،وهم يهدمونها

تنويه: الآراء الواردة في هذا المقال تعود إلى كاتبها ولا تعبّر بالضرورة عن موقف منصة رادار سوريا أو توجهاتها التحريرية.

author avatar
الدكتور يحيى العريضي - سياسي وأكاديمي سوري
يحيى العريضي، سياسي وأكاديمي سوري من مواليد عام 1954، يعد من أبرز الشخصيات السورية التي جمعت بين العمل الإعلامي والنشاط السياسي المعارض، متكئًا على خلفية أكاديمية رصينة وتجربة مؤسساتية طويلة داخل سوريا وخارجها. برز العريضي كصوت مستقل داخل هيئة التفاوض السورية التي أعيد تشكيلها في 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، حيث تولى مهمة المتحدث الرسمي باسم الهيئة، كما شارك لاحقًا كعضو في اللجنة الدستورية الموسعة المنبثقة عن الأمم المتحدة بتاريخ 23 أيلول/سبتمبر 2019. عرف بمواقفه الحاسمة في مقاربة مستقبل سوريا السياسي، حيث أعلن صراحة معارضته لنظام بشار الأسد في مقابلة مع قناة العربية عقب مغادرته سوريا في أيار/مايو 2013، بعد أن اختبر عن قرب حدود وهم الإصلاح ضمن مؤسسات النظام. في لحظة حرجة من تاريخ سوريا، شارك العريضي في حزيران/يونيو 2011 ضمن لجنة رسمية لصياغة قانون الإعلام، كان النظام قد شكلها في محاولة لامتصاص ضغط الشارع. إلا أن مشاركته لم تطل، وسرعان ما تحوّل إلى أحد أبرز الأصوات النقدية لهذه البنية القمعية من خارج البلاد. يشغل العريضي سجلًا حافلًا في التعليم والعمل الإعلامي، فقد تولّى عمادة كلية الإعلام في جامعة دمشق بين عامي 2010 و2013، ودرّس في كل من كلية الإعلام وكلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة ذاتها. كما أعدّ وقدم برامج عدة على شاشة التلفزيون السوري، وأدار لاحقًا المركز الإعلامي السوري في لندن. يحمل الدكتور العريضي درجة الدكتوراه في الإعلام من جامعة جورج تاون في واشنطن، وقد تخرج أيضًا من جامعة هارفارد، ما يعكس عمق تكوينه الأكاديمي الذي ساعده في صقل خطابه السياسي والإعلامي لاحقًا. يقيم العريضي حاليًا بين فرنسا وسوريا، ويواصل نشاطه السياسي والفكري في إطار دعم التحول الديمقراطي في سوريا، مع الحفاظ على استقلاليته عن الأجسام السياسية التقليدية.
Exit mobile version