بريطانيا تعلن تقديم قرض ضخم لأوكرانيا وسط تصعيد التوترات مع ترامب

رادار سوريا | في خطوة تعكس تصاعد الدعم الأوروبي لكييف، أعلنت المملكة المتحدة عن تقديم قرض بقيمة 2.6 مليار جنيه إسترليني (ما يعادل 3.2 مليار دولار) لأوكرانيا، مخصص لتعزيز قدراتها الدفاعية، وسط احتدام المشهد الجيوسياسي بين أوكرانيا والولايات المتحدة.
تم توقيع الاتفاق بين وزير المالية الأوكراني، سيرهي مارشينكو، ووزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفز، خلال لقاء افتراضي، تزامن مع اجتماع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لندن. ويُذكر أن مصادر بريطانية أكدت أن القرض سيتم تسديده من الأصول الروسية المجمدة، في خطوة تزيد من توظيف العقوبات الغربية ضد موسكو لصالح تمويل كييف.
وفي بيان رسمي، وصف مارشينكو الصفقة بأنها “خطوة مهمة أخرى في تعزيز القدرات الدفاعية لأوكرانيا”، مضيفاً أن هذه الأموال تندرج ضمن سياسة محاسبة روسيا على الحرب، وشكر المملكة المتحدة على دعمها المستمر.
زيارة زيلينسكي إلى لندن لم تقتصر على الجوانب المالية، إذ حظي باستقبال لافت من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي احتضنه بحرارة أمام داونينغ ستريت، مؤكداً له أن المملكة المتحدة تقدم له الدعم الكامل. صحيفة “ذا صن” البريطانية كشفت أن مئات البريطانيين احتشدوا أمام مقر الحكومة لتحية زيلينسكي، في مشهد يوحي باستمرار الزخم الشعبي البريطاني الداعم لكييف.
لكن المشهد السياسي لم يكن بهذه الودّية على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي. فزيارة زيلينسكي الأخيرة إلى واشنطن شهدت مشادة كلامية حادة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي وجه انتقادات قاسية لنظيره الأوكراني، قبل أن يُقال إن الأخير قد أُجبر على مغادرة البيت الأبيض بعد اللقاء. هذه الواقعة أثارت قلق العواصم الأوروبية، في وقت يبذل فيه كير ستارمر جهوداً دبلوماسية مكثفة لرأب الصدع بين كييف وواشنطن، نظراً لما قد يشكله هذا التوتر من تهديد لوحدة حلف الناتو.
تطورات المشهد تكشف عن تصعيد جديد في مواقف الحلفاء الغربيين تجاه موسكو، لكنها في الوقت ذاته تعكس هشاشة التوافق بين أوكرانيا وإدارة ترامب، وهو ما قد يُلقي بظلاله على مستقبل الدعم العسكري لكييف، خاصة مع تصاعد المخاوف الأوروبية من إمكانية تقليص واشنطن التزاماتها الأمنية تجاه أوكرانيا.