تسريبات: صراع داخل “مجموعة جنيف” يهدد ولادة المعارضة السورية الجديدة

تقارير – منصة رادار سوريا
حصلت رادار سوريا على معلومات حصرية تكشف عن خلافات حادة تهدد مستقبل مجموعة جنيف، التي تعمل على تشكيل مشروع معارضة سورية جديد في مواجهة نظام الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع. وتشير التسريبات إلى انقسامات عميقة داخل المجموعة حول هوية السلطة الجديدة في دمشق، وموقف البيان السياسي من القضية الكردية، ما يضع مستقبل هذا الكيان على المحك.
كشف مصدر مطلع لـ رادار سوريا، فضل عدم ذكر اسمه، أن النقاشات داخل المجموعة تحولت إلى ساحة مواجهة بين تيارين رئيسيين. الأول يطالب بتسمية الأمور بوضوح، مشددًا على أن هيئة تحرير الشام لم تعد مجرد فصيل عسكري، بل أصبحت بمثابة نظام جديد في سوريا، ما يستوجب تسميتها صراحةً في البيانات السياسية.
في المقابل، يقود المعارض المخضرم هيثم مناع تيارًا يدعو إلى نهج أكثر مرونة، مفضلًا استخدام مصطلحات مثل “السلطة الجديدة” أو “قيادة العمليات العسكرية”. هذا الطرح قوبل باعتراضات حادة من بعض أعضاء المجموعة، الذين يرون أن التهرب من تسمية الجهات الفاعلة بوضوح قد يضعف مصداقية المشروع المعارض الجديد.
إلى جانب الجدل حول توصيف الواقع السياسي والعسكري، برزت القضية الكردية كعامل تفجير إضافي للخلافات داخل مجموعة جنيف. حيث يطالب بعض الأعضاء بإدراج اعتراف صريح بحقوق الأكراد في البيان التأسيسي، معتبرين ذلك خطوة ضرورية لتعزيز وحدة المعارضة وضمان شراكة وطنية متوازنة.
إلا أن هيثم مناع يعارض بشدة هذا الطرح، محذرًا من أن فتح هذا الملف قد يؤدي إلى مطالب مماثلة من أقليات وطوائف أخرى، وهو ما قد يؤدي وفقًا له إلى تفكك المشروع الوطني قبل ولادته رسميًا.
يُذكر أن مجموعة جنيف تشكّلت عقب اجتماع سري ضم نشطاء سوريين في 14 و15 فبراير/شباط 2025، بهدف تأسيس جبهة وطنية ديمقراطية قادرة على تقديم بديل سياسي متماسك، وخلق واجهة معارضة للنظام الجديد بقيادة أحمد الشرع، الذي تولى السلطة بعد الإطاحة ببشار الأسد.
هل ستتمكن مجموعة جنيف من تجاوز أزماتها الداخلية والوصول إلى توافق سياسي؟ أم أن هذه الانقسامات العميقة ستقضي على فرص تشكيل معارضة سورية جديدة قادرة على فرض نفسها في المشهد السياسي القادم؟