يوسف اللباد… قُتل مرتين: مرة بالتعذيب، ومرة برواية وزارة الداخلية

رادار سوريا – تقارير

تحولت قصة المواطن السوري المغترب يوسف اللباد، إلى قضية رأي عام داخل سوريا وخارجها، بعد إعلان وفاته بعد يومين فقط من عودته من ألمانيا إلى دمشق، حيث تم اعتقاله من داخل الجامع الأموي، وتسليمه إلى ذويه جثة تحمل آثار تعذيب واضحة، بحسب شهادات متعددة منها شهادة زوجته ووالدته.

يوسف محمد اللباد، من مواليد 1993 في حي القابون الدمشقي، هاجر إلى ألمانيا منذ عام 2014 وأقام هناك حتى يوليو 2025. كان يخطط للعودة إلى بلده بعد ما وصفه بـ”تحرير سوريا”، وقد أخبر والدته فاطمة قزعور أن حلمه هو أن يعتكف في الجامع الأموي لثلاثة أيام وفاءً لنذر قطعه لله إن تحررت البلاد.

في 25 تموز 2025، عاد يوسف إلى دمشق قادمًا من ألمانيا عبر الدوحة، ووصل في صباح اليوم التالي إلى الجامع الأموي حيث وضع حقائبه في الأمانات وبدأ اعتكافه.

رواية العائلة

وفقًا لشهادة والدته التي أدلت بها للصحفية هالة القدسي (@HalaAlkoudsi)، فإن يوسف كان سعيدًا جدًا بوصوله إلى دمشق. بعد أن قضى نهار يوم السبت في المسجد، خرج مساءً يتنقل في شوارع دمشق، وتواصل مع والدته من ساحة الأمويين والعباسيين، وأخبرها أنه ذاهب إلى منزل جدته في عربين، لكنه قرر لاحقًا العودة إلى المسجد لعدم ملاءمة ملابسه للزيارة.

في الساعة الثانية فجر الاثنين، تواصل يوسف مع زوجته سندس عثمان، وأخبرها بسعادته البالغة، ثم انقطع الاتصال به تمامًا، رغم استمرار وصول الرسائل لهاتفه، دون أن يرد.

وفي مساء يوم الاثنين، تلقت سندس اتصالًا من شخص عرف عن نفسه بأنه ضابط اسمه يحيى بهلول، وأبلغها أن يوسف توفي. وعندما أنكرت الخبر، أرسل لها صورة لجثته. لاحقًا، تم إبلاغ بقية أفراد العائلة، وبدأت رحلة بحثهم عن الجثمان، الذي وجد في مشفى المجتهد، حيث منعوا من الدخول لرؤيته حتى وصول الطبيب الشرعي.

زوجته سندس قالت في تسجيل مباشر:

“زوجي تم اعتقاله من الجامع الأموي وتوفي تحت التعذيب… في كل مكان بجسمه آثار للتعذيب… بطالب بحقه وحق أولادي، اليوم عملوا هيك بيوسف، بكرا رح يجي دور شبابكم وولادكم”.

أبرز ردود الفعل الرسمية

وزير الداخلية أنس حسان خطاب (@Anas_Khatab_sy) قال:

وزير الداخلية في الجمهورية العربية السورية

“نُقدِّم أحرّ التعازي لذوي الشاب يوسف اللباد، ونتعهد بإجراء تحقيقات نزيهة وعاجلة… وفي حال ثبوت تورط أي من عناصر حرس المسجد الأموي أو الأمن سيتم اتخاذ أشد الإجراءات القانونية بحقهم”.

كما أضاف:

“نؤكد التزامنا الكامل بتحقيق عادل وشفاف، ونقل تفاصيل القضية إلى الرأي العام كما حدثت، بعد انتهاء التحقيقات وصدور تقرير الطبيب الشرعي”.

وزيرالعدل د. مظهر الويس (@maabdwalshamee1):

“📌نود أن نعرب عن تقديرنا لشعبنا على الغيرة والحرص والتفاعل الحار حول قضية المواطن المغدور يوسف اللباد، وإننا نتفهم الغضب الذي يبديه المواطنون تجاه هذه الحادثة الأليمة، ونؤكد على التزامنا بمحاسبة كل من يثبت تورطه في هذه القضية دون أي محاباة أو تهاون.

لقد وجهنا النيابة العامة لأخذ دورها بكل جدية وشفافية في التحقيق في هذه القضية، ومتابعة الإجراءات القانونية اللازمة لضمان محاسبة المتورطين. ونؤكد أن لا أحد فوق القانون، ولن يفلت أي متورط من العقاب إذا ثبتت إدانته.

نحن نعمل بكل جهد لضمان تحقيق العدالة في هذه القضية وغيرها، و لن نتوانى عن اتخاذ أي إجراء ضروري لضمان حقوق المواطنين وضمان أمنهم وسلامتهم.
📌بشأن قضية نور سليمان وكونها أصبحت قضية رأي عام، نبين أن ما تم تداوله لا يلغي المسار القضائي الواجب اتباعه، وتتابع النيابة العامة الإجراءات القضائية بحقها وفق الأصول القانونية.”.

رواية وزارة الداخلية

العميد أسامة محمد خير عاتكة، قائد الأمن الداخلي في دمشق، صرح أن:

“يوسف دخل الجامع الأموي وهو في حالة غير مستقرة، وبدأ بترديد عبارات غير مفهومة، وتم نقله لغرفة الحراسة حيث أقدم على إيذاء نفسه عبر ضرب رأسه بأجسام صلبة، ما تسبب له بإصابات بالغة، فارق الحياة رغم محاولة إسعافه”.

شهادات واتهامات متضاربة على وسائل التواصل

Ramia (@ramia_yahia):

journalist،specialist in international relations،working at WBD London,Localization specialist EMEADubbing TBSE. سابقاً عملت كصحفية في التلفزيون العربي.🇬🇧🇸🇾

“بحسب الشهادات والرسائل التي وردتني، قد تكون رواية #وزارةالداخلية حول ملابسات وفاة الشاب #يوسفلباد صحيحة، ومن الإنصاف أن نُبقي باب العقل مفتوحًا عند الحكم.

خلال #مساحة البارحة، التي خُصصت لتسليط الضوء على تفاصيل وفاة مواطن سوري بعد أيام من عودته إلى البلاد، وصلتني شهادات ومقاطع فيديو تُظهر أن يوسف ربما كان يعاني من حالة غير مستقرة نفسيًا أو صحيًا، ما قد يُعزز رواية #قائدأمندمشق المنشورة على صفحة #وزارة_الداخلية.
ونترقب نهاية التحقيق كم وعد وزير الداخلية.

لكن العتب هنا لا يسقط، بل يتوجه نحو عناصر #قوىالأمن، و #وزارةالداخلية.حيث يُفترض أن يكونوا مدرّبين على كيفية التعامل مع الحالات الصحية الخاصة.

📍على سبيل المثال: إن كان الموقوف يعاني من #الصرع أو أي اضطراب مشابه، وكان في نوبة أثناء التوقيف، فلا يجوز تركه في وضع قد يُعرّضه للإيذاء بأدوات حادة أو أن يُترك ليبلع لسانه ،كما يحدث في كثير من الحالات. هنا تكمن المسؤولية المهنية والإنسانية، في أن يكون رجل الأمن مؤهلاً ومدرّبًا على الاستجابة السليمة.

المشاهد الواردة كانت تُشبه “هوشة حارة”،وهذا تحديدًا ما لا نريده في وطن يسعى للبدء من جديد، من الصفر، على أسس من القانون والكرامة.

كل التقدير.”.

عمر مدنيه (@Omar_Madaniah):

صحفي سوري

“يوسف لباد شاب سوري عاد من ألمانيا إلى سوريا ثم مات في السجن بعدما تم اعتقاله دون أي تهمة؟! وقبلها تم إخراج الصحفية نور سليمان من السجن وهي مدانة بالطائفية والتهديد؟!”.

HouSam (@Hou_Sam_):

Web Technologies & Big Data أحد الناجين من مجزرة ارتكبتها الأقليات بحق الاكثرية

“يوسف_اللباد مواطن #سوري

مقيم في #ألمانيا عاد إلى وطنه منذ أيام
اعتقله #الأمن_العام من الجامع الأموي
و سلموه بعد يومين لذويه جثة عليها آثار التعذيب

شتمت أهل #السنة و حرضت على الكراهية و الانتقام تم اعتقالها و خرجت بكفالة #وزير_الإعلام !!!!”.

Yaman (@YamanAmouri):

صحفية مستقلة

“يوسف اللّباد مغترب بألمانيا من 13 سنة، متزوج وعندو ولاد وعين الله عليه، دافع حق التيكت الواحد من فوق الـ 1000€، ليجي ع الشام ينتحر ويبلي “الدولة” -اللي الله يجعلا دولة- فيه!! ونحنا لازم نصدق هالحكي! لك بشار على عجرو وبجرو كان يضحك علينا بطريقة أحسن من هيك!
لاء والمرحوم من “إخوة المنهج” لجماعة الإدارة الجديدة! إذا منكن وفيكن وعملتوا فيه هيك! اللي مختلف عنكن شو مستنيه؟!
طيب يا وزارة الداخلية
@syrianmoi
كذبو كذبة تتصدق! استجدبونا بس مو هيك!

سوريا #دمشق #القابون #يوسف_اللباد”.

يوسف كوردستاني☀️ 🇩🇪(@Jacob6464346634):

كوردي من سوريا أعمل ل قضيتي التي تبدأ بإسقاط فِكر البعث وتصحيح الثورة وتحقيق العدل

يوسف لباد مغترب من أهل القابون اعتقلته ميليشيات الأمن العام بعد مشادة كلامية بينهم وقتل تحت التعذيب في معتقلاتهم ..

هدول راح يعملولكم سنغافورة 🇸🇬”.

Sally Obeid (@SallyObeid):

الأسواق الناشئة. الاتصالات السياسية. التحول التكنولوجي المتقدم. دراسات علم الاجتماع.

“يوسف اللباد .. توفي تحت التعذيب في سجون الجولاني بعد عودته إلى حضن الوطن وهو مسلم سني سلفي … عزاءنا لأهله … ولشبيحة السلطة من (الأكثرية) بحسب وصفهم والذين يظنون أنهم في مأمن منهم…”.

Aliaa Saeid (@aliaa_saeid):

ممثلة سورية- خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية

“بعد حالات الإنتحار الجماعية التي حدثت في الساحل و السويداء عن طريق ذبح نفسهم و قتل نفسهم بست طلقات بالرأس
جديدنا انتحار الشاب يوسف اللباد عن طريق ضرب نفسه بالأجسام الصلبة
أي شو هالشعب المهستر هاد، الله يعين هالحكومة الرشيدة علينا!”.

Tim Dawood (@teimdt):

ماجستير قانون دولي /دمشق /🇮🇶 —عضو مؤسس في جمعية الشباب السياسية /—أكتب خواطر وشِعر وأفكار سياسية تُمثل نظرتي للحياة- مُناهض للفكر القومي والرجعي والطائفي

هذا السلطة تغلبت على نظام الاسد وتغلبت على نفسها وحققت آخر صيحات الكذب والدجل.
حسب وزارة الداخلية السورية تبين ان #يوسف اللّباد هو الذي ضرب نفسه وعذب نفسه ثم لاحقاً ذهب إلى الامن عام وقتل نفسه هناك.
اما بخصوص كلام زوجته انه تم القبض عليه من الامن العام ،غداً سيتم التواصل معها والتكلم معها باللغة السنغافورية وتصويرها فيديو وهي تغيّر اقوالها وتقول ان زوجها كان مجنون.
الى هنا وانتهت حلقة اليوم من مسلسل مَن يحرر يقرر

Mahmod Kolo (@mehmod_kolo):

ناقد سياسي و مدافع عن حقوق الإنسان

“تم تسليم جثته لاهله وهو مقييد اليدين فكيف يقتل نفسه بنفسه

حكومة ربع سوريا طلعت اكذب من النظام البائد
ولكن بطريقة استغباء الشعب

قائد الامن الداخلي في محافظة دمشق العميد أسامة محمد خير عاتكة:

في ضوء الحادث المؤسف الذي وقع للشاب يوسف اللباد في أحد المساجد في دمشق، نود أن نقدم توضيحاً حول الأحداث التي جرت.

في يوم الثلاثاء بتاريخ 29 الشهر الجاري، وردت تقارير عن شاب في حالة نفسية غير مستقرة، حيث دخل المسجد الأموي وهو في حالة من عدم الاتزان وبدأ يتفوه بعبارات غير مفهومة كما وثّقت كاميرات المراقبة داخل المسجد . فتم التعامل مع الحالة من قبل عناصر حماية المسجد، الذين حاولوا تهدئته ومنعه من إيذاء نفسه أو الآخرين.

وأثناء وجوده في غرفة الحراسة، أقدم على إيذاء نفسه بشكل عنيف عبر ضرب رأسه بأجسام صلبة، ما تسبب له بإصابات بالغة. وقد تم الاتصال بالإسعاف على الفور، إلا أنه فارق الحياة رغم محاولة إسعافه.

نؤكد على خطورة هذا الحادث ونسعى جاهدين لتحديد جميع الملابسات المحيطة به. نحن نعمل بالتعاون مع الجهات المختصة لإجراء تحقيق شامل وشفاف، وسنقوم بإصدار المزيد من المعلومات حالما تتوفر.

سورياالجديدة #الجزيرة #الجولاني #العربية #دمشقسوريا #أحمد_الشرع.

نور حلبي (@NoorHalabi95):

ناشط

“Replying to @Anas_Khatab_sy
معاليك ثقتنا بالداخلية بلشت تقل
من وقت اخراج الشبيحة نور سليمان بواسطة !!
وفرح يوسف كانت عم تهدد بشكل واضح اذا
ما بتطالعوها
واستشهاد الشاب يوسف اللباد ، وتخبرونا انو ضرب
حالو ومات
واثار التعذيب واضحة جداً
معاليك بلشت الثقة فيكم تروح
بسبب الخذلان اللي عم نشوفو منكم.

Wolverine (@Wolveri07681751):

ناشط

“يوم سقوط الطاغية بشار الاسد
هكذا خرج الشهيد يوسف اللباد يبارك بالنصر
لم يكن شبيح بل ثوري ولا يحق لأحد التشكيك بيوسف و ثورية يوسف
نطالب بفتح تحقيق بمقتل يوسف
هذا الذي يستحق أن نثور لأجله ونعرف لماذا تم تعذيبه وقتله حسب ما ذكرت زوجته”.

Ahmad Al-Asaad:

“مرة أخرى الله يرحم الشب اللي توفى بالشام
يوسف اللباد
وبالنسبة للناس ورواية وزارة الداخلية اللي عم يتهمون الشب أنه مريض نفسي ويتعاطى مواد
هلوسه
هون بألمانيا مافيك تروح تتعالج عند أي طبيب
بدك
في شي اسمه Haus Arzt
يعني طبيب الأسرة بالعيادة مسجل ع الكمبيوتر كل شي أدويه تاخذها او أمراض تعالجت منها من عمرك يوم لحد ماتموت كل شي مؤرشف
هالشب كمان كان يجي لعندي ع الصيدليه ويأخذ أدويه بوصفات انا ماشفت أنه شي يوم جاب وصفه فيها أدويه نفسيه او أدويه لعلاج
حالات أدمان او غيرها
فقط للتوضيح وهاي شهادة لله”.

د. المحيسني (@dr_abdullah44):

مسؤول عام جمعية الهدى – قاض جيش الفتح (سابقاً)

“كما أننا نثني ونحمد لرجال الأمن والشرطة دورهم في القبض على المجرمين وإرساء الأمن فإنه لزاماً علينا أن نقول للمخطئ أخطأت أياً كان منصبه أو دوره
فقضية المواطن يوسف اللباد إن صحت فهي جريمة
يجب معاقبة كل متسبب فيها مستهتر بأرواح الناس”.

La Liberté (@Liberte_IX):

ناشط سياسي | مدافع عن السلام والعدالة ملتزم بالنمو المستدام والازدهار الإقليمي من خلال الصداقة والتعاون مع الدول المجاورة

“إستقيل ، أنت وزير ناجح في إثبات فشلك ✅

من حرائق الساحل وإبتسامتك الغبية إلى فشلك
في إدارة ملف #السويداء إلى التخادم مع حمزة
المصطفى بإطلاق سراح نور سليمان وأخيراً تم قتل”.

بين رواية الأمن عن ‘نوبة نفسية’ أدت إلى الوفاة، وشهادة العائلة التي تتحدث بمرارة عن ‘قتل تحت التعذيب’ بعد اعتقاله من داخل الجامع الأموي، تتصاعد التساؤلات في الشارع السوري، وتعلو أصوات الناشطين والمنظمات الحقوقية المطالِبة بتحقيق مستقل وشفاف. وحتى لحظة صدور التقرير النهائي للطب الشرعي، تبقى الحقيقة عالقة بين الروايات الرسمية المتهمة بالتضليل، وشهادات أسرته التي تصرّ على أن يوسف لم يمت إلا تحت التعذيب.

قضية يوسف اللباد لم تعد مجرّد مأساة شخصية أو حالة فردية، بل تحوّلت إلى رمز لاختبار جديّة الدولة في سلوك طريق مختلف نحو بناء سوريا الجديدة, سوريا يُفترض أن تُقام على أسس الكرامة الإنسانية، والعدالة المؤسسية، والإنصاف في الحقوق والمسؤوليات. فكيف يمكن الحديث عن مستقبلٍ جديد، فيما تُسلم الجثث من المشرحة بصمت، وتُروى الحكايات الرسمية ببرود، بينما تصرخ الأمهات والزوجات بالحقيقة من خلف الجدران؟

وفيما يلتزم الأمن الصمت تجاه ظروف ما جرى داخل الجامع الأموي، برزت بين المتابعين فرضية متداولة تشير إلى أن النذر الذي قطعه يوسف, وهو من الطقوس المعروفة في أوساط الصوفية والأشاعرة في دمشق, ربما قاده إلى خلاف فقهي مع عناصر يحملون توجهًا سلفيًا يرى في النذر شركًا. وإن صحّ هذا التحليل، فقد يكون ما بدأ بجدل عقائدي انتهى بجريمة قتل. رواية لا يمكن تأكيدها أو نفيها دون تحقيق مستقل، لكنها تسلط الضوء على هشاشة التعايش الديني داخل مؤسسات الدولة، وخطورة تحويل الخلافات الفقهية إلى أدوات عنف رسمي.

Exit mobile version