وزارة التعليم في سوريا تواجه انتقادات بسبب تغييرات في المناهج الدراسية

دمشق – رادار سوريا
أعلنت وزارة التعليم في سوريا، التي تعمل تحت إدارة حكومة أحمد الشرع بعد سقوط النظام السابق، عن خطة شاملة لإصلاح المناهج الدراسية في البلاد. ولكن التغييرات التي أجرتها الوزارة أثارت موجة من الانتقادات، خاصة فيما يتعلق بالمحتوى الديني في المناهج التعليمية.
أحد أبرز التعديلات التي أثارت الجدل كان حذف أجزاء من مادة التربية الإسلامية، بما في ذلك إلغاء فقرة تتحدث عن قصة “زنبيويا”، والتي كانت تعد جزءًا من المنهاج منذ عقود. هذه الخطوة اعتبرها البعض محاولة لتغيير الهوية الثقافية والدينية، بينما رأى آخرون أنها تأتي في إطار جهود لتحديث المناهج وجعلها أكثر انسجامًا مع متطلبات العصر.
مصادر محلية أشارت إلى أن التعديلات لم تقتصر على الحذف، بل شملت أيضًا إدخال مفاهيم جديدة تُركز على التسامح الديني والمواطنة المشتركة. ورغم ذلك، اعتبر بعض المنتقدين أن هذه الإضافات لا تغطي الفراغ الذي خلفه حذف المحتوى التقليدي، وطالبوا الوزارة بتوضيح الأسباب التي دفعتها لاتخاذ هذه القرارات.
من جهتها، دافعت وزارة التعليم عن التعديلات، مؤكدة أن الهدف منها هو بناء نظام تعليمي يعكس رؤية جديدة لسوريا بعد سقوط النظام، حيث يركز على تعزيز الوحدة الوطنية والقيم الإنسانية. وأضافت الوزارة أن الإصلاحات تمت بناءً على دراسات شاملة واستشارات مع خبراء تربويين.
لكن، هذه الخطوات أثارت تساؤلات بين المواطنين والمعلمين حول الكيفية التي ستؤثر بها هذه التعديلات على الطلاب، خاصة في ظل التغيرات السياسية والاجتماعية التي تمر بها البلاد.
وزارة التعليم أكدت أن الخطة ستتضمن برامج تدريب للمعلمين لضمان فهمهم الكامل للتعديلات الجديدة وتطبيقها بطريقة فعالة. كما وعدت الوزارة بإجراء تقييمات دورية لمراجعة مدى تأثير التعديلات وضمان توافقها مع تطلعات المجتمع.
في ظل هذه التحديات، يترقب الشارع السوري بقلق وحذر تنفيذ هذه الخطة، وسط دعوات لمزيد من الشفافية في اتخاذ القرارات التي تمس التعليم، باعتباره حجر الأساس لبناء مستقبل سوريا الجديد.